هددت جماعة استيطانية يهودية الديبلوماسيين الأوروبيين والأميركيين الذين يعملون في رام الله على خلفية مواقفهم من الاستيطان. وقال ديبلوماسيون أوروبيون ل «الحياة» ان مجموعة من المستوطنين سلمتهم الخميس الماضي رسائل تهديد لدى مرورهم عبر حاجز عسكري على مدخل مدينة رام الله. وجاء في الرسالة التي حصلت «الحياة» على نسخة منها: «أعزاؤنا الديبلوماسيون: أنتم ضيوف في بلادنا. أنتم تقفون على الأرض المقدسة للأمة اليهودية. لا تتدخلوا في البناء في بلدنا. التدخل من قبل الحكومة الأميركية والاتحاد الاوروبي يعرض وجودكم هنا للخطر. اذهبوا الى بلدانكم وواجهوا الحقائق، فنحن لن نقيم سلاماً مع الارهابيين الفلسطينيين». واختتمت رسالة التهديد بعبارة: «الرئيس الاميركي باراك حسين أوباما، وأصدقاء مثلكم، يحتاجون الى أعداء». وذكر ديبلوماسي غربي ل «الحياة» ان «المستوطنين سلموا رسائل التهديد لكل الديبلوماسيين القادمين من القدس الى مكاتبهم في رام الله لدى توقفهم أمام الحاجز العسكري المقام على المدخل الشرقي للمدينة قرب مستوطنة بيت إيل». وأضاف ان المستوطنين وزعوا رسائل التهديد على مرأى ومسمع من الجنود الموجودين على الحاجز العسكري. وأعرب ديبلوماسيون عن قلقهم على حياتهم بسبب هذه التهديدات. وقال أحد هؤلاء الديبلوماسيين ل «الحياة»: «أنا أعمل هنا منذ سنوات، كما عملت اثناء سنوات الانتفاضة. وهذه المرة الاولى التي أتعرض فيها للتهديد». وأضاف «بت أكثر حذراً في تنقلي اليومي بين رام اللهوالقدس». وقال ديبلوماسيون آخرون انهم غيّروا مسارهم اليومي الى رام الله ليتجنبوا المرور من مناطق يتحرك فيها المستوطنون. ويعمل معظم الديبلوماسيين الغربيين في رام الله، لكنهم يقيمون مع عائلاتهم في مدينة القدسالمحتلة ما يضطرهم للتنقل يومياً بين المدينتين عبر شوارع محصور استخدام بعضها على المستوطنين. وقال الديبلوماسيون إن المستوطنين ميّزوا سياراتهم من اللوحات الديبلوماسية. وذكر أحدهم إن المستوطنين الذين سلموه رسالة التهديد كانوا شباباً ملتحين يرتدون ال «كيبا» وتتدلى من رؤوسهم الجدائل مشيراً الى انهم من المتدينين المتشددين. ويدرس الديبلوماسيون الأوروبيون إتخاذ إجراء جماعي لمواجهة هذا التهديد. وكان رؤساء البعثات الديبلوماسية الاوروبية في القدسالمحتلةورام الله وجهوا أخيراً رسالة مشتركة الى حكومات بلادهم تضمنت تفاصيل مثيرة عن إجراءات الطرد والتهويد الجارية في المدينة. وطالبت الرسالة بموقف من الاستيطان والتهويد والطرد. وصعّد المستوطنون من اعتداءاتهم في الضفة الغربية في الأيام الاخيرة، وأعلنوا الخميس الماضي «يوم غضب» بعد قيام الجيش الاسرائيلي بإخلاء بؤرة استيطانية جديدة أقاموها على ما يبدو من دون تنسيق مع السلطات. وفي قرية قصرة قرب نابلس أطلق مستوطنون النار قبل أيام على فلاحين في أرضهم وأصابوا تسعة منهم بجروح. وزار رئيس الوزراء سلام فياض الجرحى في مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، وحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الاعتداء الذي وصفه ب «الإرهابي». كما وصف المستوطنين ب «الإرهابيين والسفلة». وقال أثناء تفقده الجرحى: «على المجتمع الدولي أن يدرك أن للمستوطنين عنواناً، ألا وهو حكومة إسرائيل التي تتحمل المسؤولية الكاملة إزاء ما تعرض له أهلنا في قصرة من إرهاب، علماً أن ما حدث ضد الأهالي لم يقتصر على إرهاب المستوطنين فحسب، بل شاركهم فيه جنود جيش الاحتلال». وأضاف فياض إن «هذا الاعتداء يؤكد مدى استهتار إسرائيل بقواعد القانون الدولي، وانتهاكها الفاضح اتفاقية جنيف الرابعة، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي الخروج عن حال الصمت وإدانة هذه الأعمال وتوفير الحماية الدولية الفورية لشعبنا». ولفت الى انه «لن يكون هناك حل من دون دولة فلسطينية كاملة السيادة على أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، ولا دولة من دون الأغوار».