أجرت السلطات اللبنانية تجربة على يوم الاقتراع المقرر بعد غد الأحد، عبر تنظيم اقتراع الموظفين المولجين الإشراف على أقلام الاقتراع وعددهم زهاء 11 ألفاً أمس، فاقترع هؤلاء وسط أجواء هادئة على أن تفرز الصناديق التي أسقطوا فيها أوراق المرشحين الأحد المقبل، فيما طرأت تطورات على الخريطة الانتخابية في إحدى دوائر جبل لبنان أمس، هي دائرة جبيل، وأدت الى حصر المنافسة الانتخابية بين تحالف المستقلين وقوى 14 آذار، وبين لائحة «التيار الوطني الحر»، على المقاعد الثلاثة لهذه الدائرة بعدما كانت تتجه الى منافسة بين لائحة المستقلين وأخرى غير مكتملة لقوى 14 آذار وثالثة للتيار الوطني». وإذ عزز انسحاب أحد المستقلين النائب السابق إميل نوفل، والنائب السابق من 14 آذار محمود عواد، حظوظ التعاون بين المستقلين و14 آذار، فإنه رفع نسبة المنافسة مع لائحة التيار الوطني الذي كانت فرصه للفوز بوجود 3 لوائح أعلى مما أصبحت عليه الآن. وسيقود الانسحابان الى تعاون بين منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد مع المرشحين المستقلين ناظم الخوري ومصطفى الحسيني. وعلى بعد يومين من موعد الاقتراع، أدت تدخلات رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني خلال اليومين الماضيين، والذي رعت بلاده اتفاق الدوحة في 21 أيار (مايو) 2008، الى عودة «حزب الله» عن قراره عدم التصويت للمرشح المدعوم من تيار «المستقبل» الزميل نهاد المشنوق في دائرة بيروت الثانية التي قضى اتفاق الدوحة بأن يتم اختيار النواب لمقاعدها الأربعة بالتوافق بين قوى 14 آذار والمعارضة. وكان «حزب الله» أبلغ المعنيين أنه لن يصوت للزميل المشنوق أو لمنافسه المنتمي الى المعارضة، وأنه سيقف على الحياد فيما سيصوت تيار «المستقبل» للمرشح عن المقعد الشيعي من حركة «أمل» هاني قبيسي (المعارضة) بعد أن فاز المرشحان الأرمنيان بالتزكية لانعدام المنافسة. وأدت الاتصالات مع راعي اتفاق الدوحة الى تدخل رئيس الوزراء القطري للطلب الى «حزب الله» الالتزام بالتوافق والتصويت للمشنوق أسوة بتصويت «المستقبل» له ولقبيسي. وشهد يوم أمس انسحاب عدد من المرشحين في دوائر أخرى مثل بعلبك – الهرمل وزحلة وبعبدا والضنية وعكار وكسروان، وجاءت هذه الانسحابات تارة لمصلحة المعارضة وأخرى لمصلحة 14 آذار وثالثة لمصلحة المستقلين الذين يسعون الى قيام كتلة نيابية داعمة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان. واستمرت قضية اكتشاف بطاقات هوية مزورة، من التي ستعتمد في عمليات الاقتراع، في التفاعل. ووضع القضاء اللبناني يده على التزوير بعدما تسلمت النيابة العامة التمييزية نماذج من وزارة الداخلية عن هذه البطاقات، الصادرة في أحد أقضية جبل لبنان. ونفى وزير الداخلية زياد بارود أن يكون التزوير حصل في مشغل وزارة الداخلية لإصدار البطاقات، مؤكداً أن طريقة كشف البطاقات المزورة سر، وأن القوى الأمنية ستتخذ إجراءات لكشف البطاقات المزورة، سيعلن عنها غداً السبت. وقال: «سأتابع الموضوع وأوقف المعنيين بأي تزوير». وأضاف: «عملنا تحقيقاً وأصبح لدينا موقوفون». وتستنفد القوى السياسية المتنافسة حملات التعبئة الانتخابية قبل يوم غد السبت وتنظم آخر المهرجانات الخطابية لهذا الغرض. وقال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في لقاء انتخابي في صيدا: «مسيرة رفيق الحريري مستمرة بالديموقراطية لا بالديكتاتورية التي تريد السيطرة على كل قرار، وصيدا جزء من الجنوب وستبقى تحارب العدو الإسرائيلي ولا أحد يستطيع تقسيم البلد بين خائن ووطني». وأضاف: «الناس تعرف من الصح ومن الغلط ومن المخلص ومن يزوّر الحقائق». وتحدث العماد عون من خلال الشاشة الى محتشدين في منطقة الشوف دعماً للائحة التي يدعمها في وجه اللائحة التي يتزعمها رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط. وقال عون: «المصالحة في الجبل لم تتحقق ولم تتخط المصافحة، ونعتبر اليوم لقاءنا هو بداية المصالحة... نحن نريد التسامح... وهل ترضون بعد 26 عاماً أن يبقى المهجرون مهجرين؟». ودعا عون الأهالي الى «تخطي شعور الزعماء الذين يعيشون على التفرقة والغرائز والعزل والتخويف من الآخر». وفي لقاء مع ناخبين من دائرة المتن الشمالي هاجم العماد عون منافسي لائحته في هذه الدائرة متحدثاً عن وجود «عائلات مافيوية»، كما هاجم حليفه السابق الذي يتصدر اللائحة المشكلة من تحالف المستقلين و14 آذار النائب ميشال المر، واتهمه بأنه سخر حين كان وزير الداخلية موازنة الوزارة ومديرياتها لمصلحته. وفيما أعلن الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر أن مراقبة الانتخابات من جانب بعثة «معهد كارتر للديموقراطية» ستحصل في كل الأقضية، قال مسؤول أميركي ل «الحياة» في واشنطن إن الاستحقاق الانتخابي في لبنان محوري. وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن واشنطن ستنتظر التشكيلة الحكومية المقبلة وبرنامجها لتقويم مساعداتها وسياستها حيال لبنان. ورأى المسؤول نفسه أن «من المهم أن تستكمل سورية ما بدأته لناحية بدء العلاقات الديبلوماسية مع لبنان، وهناك أمور أبعد بكثير من تعيين سفير من خلال اتخاذ خطوات مثل ترسيم الحدود».