دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت نيجيريا والدول المجاورة لها الى وضع "خطة شاملة" لمواجهة جماعة بوكو حرام الاسلامية معتبرا انها تشكل "خطرا كبيرا"، فيما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بريطانيا تعرض إرسال مستشارين لمساعدة الجيش النيجيري على تنسيق جهوده لمحاربة الجماعة. وقال هولاند خلال قمة في الاليزيه تهدف إلى وضع استراتيجية للتصدي للجماعة الإسلامية المتشددة، إن "بوكو حرام باتت خطرا كبيرا على غرب افريقيا برمتها والآن على وسط افريقيا"، لافتاً إلى أنه "تم تأكيد علاقاتها مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وتنظيمات ارهابية اخرى". واضاف الرئيس الفرنسي في مأدبة غداء حضرها نظراؤه في نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر وبنين "ينبغي وضع خطة شاملة تهدف الى تبادل المعلومات وتنسيق العمل ومراقبة الحدود والتحرك في شكل ملائم". وتابع ان "لبوكو حرام استراتيجية مناهضة للحضارة (ترمي الى) زعزعة الاستقرار في نيجيريا وايضا تدمير المبادىء الاساسية للكرامة الانسانية". واكد ان "الدليل على ذلك ان اكثر من مئتي فتاة مهددن بالعبودية"، في اشارة الى خطف متمردي بوكو حرام قبل اكثر من شهر لاكثر من مئتي تلميذة في شمال شرق نيجيريا. وقال وليام هيغ للصحافيين قبل الاجتماع "القوات النيجيرية الخاصة ليست منظمة بما يكفي لهذا النوع من الأعمال وثبت هذا من خلال تدهور الأوضاع." وأضاف "نستطيع المساعدة في ذلك ولهذا نعرض إرسال مستشارين عسكريين للقوات النيجيرية." واضافة الى نيجيريا وجيرانها، يشارك في قمة الاليزيه ممثلون للولايات المتحدةوبريطانيا والاتحاد الاوروبي، في مسعى لتحسين التعاون في صراعهم ضد الجماعة التي خطفت الشهر الماضي أكثر من 200 تلميذة وتهدد بزعزعة استقرار المنطقة. وتجمع القمة في قصر الإليزيه رؤساء نيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد وبنين فضلا عن ممثلين عن الولاياتالمتحدةوبريطانيا والاتحاد الأوروبي بهدف وضع استراتيجية إقليمية ضد حركة "بوكو حرام" التي ظهرت في العام 2002 وباتت تشكل تهديدا متزايدا للدول المجاورة لنيجيريا في غرب افريقيا. وترتفع الأصوات في العالم للتنديد بعنف هذه الجماعة الإسلامية المسلحة التي أوقعت هجماتها الدامية حتى الآن آلاف القتلى من جهة وبممارسات الجيش النيجيري وقلة كفاءة الحكومة التي يشار اليها بأصابع الاتهام من أقرب حلفائها وفي طليعتهم الأميركيون. وندّدت واشنطن التي صنفت بوكو حرام في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" الخميس ب"البطء المأساوي وغير المقبول" لرد الحكومة النيجيرية على الأزمة. أمّا جوناثان فلم يندد بخطف الفتيات إلا بعد اكثر من 15 يوما على خطفهن وألغى زيارة مقرّرة له الى شيبوك البلدة التي وقعت فيها عملية الخطف في ولاية بورنو شمال شرق البلاد، ما عرّضه لانتقادات عدة. اما باريس التي امتنعت عن اصدار انتقادات علنية لنيجيريا، حليفها الجديد واحدى القوى الاقتصادية في افريقيا، فتسعى من خلال هذه القمة لتنسيق مكافحة المجموعة الإسلامية على المستوى الإقليمي. وعلى الرغم من ان تدخلاً عسكرياً غربياً ضد جماعة "بوكو حرام" غير مطروح، إلا ان الإليزيه يؤكد ان "فرنسا التي تنفذ عملية في مالي وافريقيا الوسطى وتنشر قوات في تشاد والنيجر ولديها رهائن محتجزين في المنطقة، تملك من الخبرة ما يخوّلها تحريك هذه الحملة ضد الجماعة المسلّحة".