أطلقت الحكومة العراقية بقيادة رئيسها حيدر العبادي عملية تحرير الحويجة في كركوك ومناطق شرق الشرقاط في صلاح الدين، بالتزامن مع عمليات مدن الفرات في الأنبار حيث أعلنت القوات هناك أمس عن تحرير مدينة عنه. وبالتزامن شهد ملف استفتاء إقليم كردستان تطوراً لافتاً بعد إصدار وزارة الخارجية الأميركية بياناً «شديد اللهجة» يضع إقليم كردستان بين تأجيل الاستفتاء وبدء الحوار مع بغداد، أو إجراء الاستفتاء وتحمل العواقب، ومنها عدم ضمان حدوث حوار لاحقاً، فيما اجتمع المجلس الأعلى للاستفتاء لإصدار قرار نهائي في شأنه . وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس انطلاق معركة تحرير الحويجة، على رغم أن العملية بدأت أول من أمس بتحرير مناطق شرق الشرقاط، التي تقع إلى الغرب من الحويجة، حيث تمكنت القوات من استعادة 11 قرية. كما أعلنت القوات العراقية تحرير عنه غرب الأنبار بالكامل بعد أيام من انطلاق حملة لتحرير مدن غرب الأنبار، وصولاً إلى القائم عند الحدود العراقية- السورية، وهي المعقل الأخير لتنظيم «داعش» في العراق. ووفق معطيات عسكرية يشير تزامن معركتي القائم والحويجة إلى ثقة القوات العراقية بقدراتها العسكرية، وتلقيها دعماً جوياً أميركياً في المحورين. لكن معركة الحويجة، التي تنطلق قبيل أيام فقط من تنفيذ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني استفتاء للانفصال عن العراق أصر خلال الأيام الماضية على إشراك كركوك فيه، على رغم أن الرفض المحلي والإقليمي والدولي، قد يضع القوات العراقية والتي قد تصل خلال أيام إلى 40 ألف عنصر وقوات البيشمركة المنتشرة في كركوك على الجانبين الشرقي والشمالي للحويجة أمام احتمالات المواجهة. وعلمت «الحياة» أن الحكومة العراقية تنتظر إعلاناً نهائياً من بارزاني بإيقاف عملية الاستفتاء، أو على الأقل الإعلان عن عدم شمول المناطق المتنازع عليها ومنها كركوك بالاستفتاء، أو المضي بالاستفتاء ما قد يفتح المجال لمواجهة أكبر لم تحدد مصادر طبيعتها. وخلص اجتماع عقده بارزاني مع اللجنة العليا للاستفتاء أمس، للبحث في الخيارات البديلة للاستفتاء، إلى تنظيم زيارة لوفد المجلس الأعلى للاستفتاء إلى بغداد غداً لتوضيح المواقف، وفق بيان عن الاجتماع أكد أنه «وبسبب عدم تسلمنا المقترح البديل للاستفتاء، وفي حال عدم إعطائنا الضمانات الكافية لاستقلال كردستان فإن الاستفتاء سيجرى في موعده المحدد». لكن تسريبات سياسية كردية أكدت ل «الحياة»، أن هناك مطالب سياسية قوية داخل الإقليم بتأجيل الاستفتاء. وكانت الخارجية الأميركية وجهت مساء الأربعاء ما يمكن اعتباره «بياناً شديد اللهجة تجاه الاستفتاء» قالت فيه، إن «الولاياتالمتحدة تعارض بشدة استفتاء حكومة إقليم كردستان العراق على الاستقلال المتوقع في 25 أيلول (سبتمبر)، وأن «جميع جيران العراق، وكل المجتمع الدولي تقريباً، يعارضون هذا الاستفتاء». وأضافت أن «الولاياتالمتحدة تحض القادة الكرد العراقيين على قبول البديل والذي هو حوار جدي ومستمر مع الحكومة المركزية تقوم بتسهيله الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وشركاء آخرون في شأن جميع المسائل ذات الأهمية بما في ذلك مستقبل العلاقة بين بغداد وأربيل»، مشيرة إلى أن «الاستفتاء لو أجري، فمن غير المرجح أن تجرى مفاوضات مع بغداد، وسيتم إنهاء العرض الدولي المذكور لدعم المفاوضات». وتابعت أن «ثمن إجراء الاستفتاء غالٍ بالنسبة لجميع العراقيين بمن فيهم الكرد، حيث أثر الاستفتاء بالفعل تأثيراً سلبياً على تنسيق الجهود لهزيمة داعش وطرده من المناطق المتبقية تحت سيطرته في العراق»، وأن «قرار إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها يزعزع الاستقرار في شكل خاص، مما يثير التوترات التي يسعى داعش والجماعات المتطرفة الأخرى إلى استغلالها». وقالت إن «تسوية حال المناطق المتنازع عليها وحدودها من خلال الحوار وفقاً للدستور العراقي، وليس من طريق الفعل أو القوة من جانب واحد»، ونوهت إلى أن من المتوقع أن «يعرّض الاستفتاء العلاقات التجارية الإقليمية لكردستان العراق وجميع أنواع المساعدات الدولية للخطر».