وجهت وزارة الدفاع الروسية، تحذيراً حازماً وشديد اللهجة، إلى القوات الأميركية و «قوات سورية الديموقراطية» وطالبتهما بوقف عمليات قصف مواقع الجيش السوري في محيط نهر الفرات بالقرب من دير الزور شرق سورية. وحذرت موسكو من أنها ستستهدف «سورية الديموقراطية»، إذا تعرضت القوات الروسية للقصف. وكشفت أن هذا الأمر حدث مرتين بالفعل. وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس، إن «قوات سورية الديموقراطية» تمركزت في مواقع على ضفة الفرات الشرقية ومعها قوات أميركية خاصة وأطلقت مرتين نيران المدفعية والقذائف الصاروخية على القوات السورية التي تقاتل جنباً إلى جنب مع القوات الروسية الخاصة. وقال الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف في بيان، «القوات السورية تعرضت مرتين لقصف كثيف من مدافع ومدافع هاون انطلاقاً من مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث ينتشر مقاتلو قوات سورية الديموقراطية والقوات الخاصة الأميركية». وتابع أن عسكريين من القوات الخاصة الروسية موجودون حالياً مع القوات النظامية في المناطق التي تعرضت لإطلاق النار. وأبلغت موسكو مسؤولاً رفيعاً في الجيش الأميركي عبر قناة تواصل في قطر بأن أي محاولات لإطلاق النار من مناطق ينتشر فيها عناصر «قوات سورية الديموقراطية» سيتم وضع حد لها على الفور. وزادت: «أبلغنا ممثلاً للقيادة العسكرية الأميركية في العديد (مركز العمليات الأميركية في قطر) بعبارات لا تقبل اللبس، أن أي محاولة لفتح النار من مناطق تمركز مقاتلي قوات سورية الديموقراطية سيتم إيقافها سريعاً». وأضافت: «سيتم سد نقاط إطلاق النار في تلك المناطق فوراً بكل الوسائل العسكرية». وأضاف البيان: «ستتعرض المواقع التي ينطلق منها إطلاق النار في هذه المناطق على الفور للضرب بكل التجهيزات العسكرية المتوافرة». وتساءل كوناشينكوف مجدداً عن طبيعة العلاقة بين «قوات سورية الديموقراطية» وتنظيم «داعش». وقال إن الطائرات الروسية من دون طيار لم ترصد أي اشتباكات بين الطرفين عندما اقترب عناصر «سورية الديموقراطية» من دير الزور. وكانت روسيا اتهمت الثلثاء «قوات سورية الديموقراطية» باستهداف الجيش السوري وعرقلة تقدمه عند نهر الفرات باتجاه مناطق سيطرة تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور الحدودية. وقالت وزارة الدفاع الروسية أول من أمس، إن مياه نهر الفرات شهدت ارتفاعاً في منسوبها بمجرد بدء عبور الجيش السوري للنهر ولمحت إلى أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا في حال فتح السدود المشيدة عند منابع النهر والتي تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولاياتالمتحدة. وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين: الأولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها «سورية الديموقراطية» بدعم من «التحالف الدولي» ضد «داعش» في الريف الشرقي. وسيطرت القوات النظامية السورية، مدعومة بغطاء جوي من مقاتلاته والطائرات الروسية، على نحو 100 كيلومتر من الضفة الغربية للفرات هذا الشهر ووصلت إلى حدود محافظة الرقة الأربعاء، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وعبرت أيضاً القوات السورية يوم الاثنين إلى الضفة الشرقية من الفرات والتي كانت قد شهدت تقدم «سورية الديموقراطية». وفاقمت العمليتان العسكريتان المتزامنتان التوتر في دير الزور. وقالت «قوات سورية الديموقراطية»، إن المقاتلات الروسية والقوات السورية استهدفتها بالقصف وهو أمر نفته موسكو. وحذرت من أي تقدم آخر للجيش السوري على الضفة الشرقية لنهر الفرات. تزامناً، عبرت سفينة الإنزال الكبيرة «تسيزار كونيكوف» التابعة لأسطول البحر الأسود المضائق التركية ودخلت البحر الأبيض المتوسط، وعلى متنها حمولات لسورية. وذكرت مواقع إلكترونية تتابع تحركات السفن الحربية عبر البوسفور، أن السفينة تتجه إلى ميناء طرطوس ويبدو من مدى غطس هيكلها في المياه أنها محملة إلى أقصى حد ممكن. وهذه هي الرحلة السابعة التي تنفذها السفينة الحربية المذكورة إلى سورية في العام الحالي. وفي 19 أيلول (سبتمبر) توجهت عبر المضائق التركية إلى سورية سفينة الإنزال الكبيرة «أزوف» التابعة لنفس الأسطول الروسي. وتقول المواقع الإلكترونية المتخصصة، إن هذه السفن الحربية الروسية تشارك في عملية «الإكسبرس السوري» الخاصة بنقل المعدات والذخيرة للمجموعة الجوية الروسية في قاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية، وللجيش السوري الذي يقاتل الجماعات المتطرفة ومن بينها «جبهة النصرة» و «داعش».