واصل الطيران الحربي السوري والروسي غاراته الكثيفة على مناطق في محافظتي إدلب وحماة المتجاورتين، موقعاً خلال 48 ساعة أكثر من 20 قتيلاً مدنياً على رغم أن المنطقتين المستهدفتين مشمولتان باتفاق خفض التوتر. ويأتي القصف الجوي العنيف رداً على هجوم شنته «هيئة تحرير الشام» (فصائل إسلامية على رأسها جبهة النصرة سابقاً) ضد مواقع لقوات النظام في ريف حماة (وسط) الشمالي الشرقي المحاذي لإدلب (شمال غرب). وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة لقوات النظام تكاد لا تفارق أجواء إدلب وحماة»، مستهدفة مناطق في المحافظتين بعشرات الغارات منذ فجر الثلثاء. واستهدفت الغارات قرى ومدناً في ريف حماة الشمالي بينها كفرزيتا وقلعة المضيق، وأخرى في محافظة إدلب بينها مدينة خان شيخون وبلدة كفرنبل. وأسفر القصف الجوي الروسي أمس، وفق المرصد، عن مقتل أربعة مدنيين بينهم ثلاثة من عائلة واحدة هم أب وابنتاه في خان شيخون. وارتفعت بذلك حصيلة القتلى منذ الثلثاء إلى «22 قتيلاً مدنياً وعشرات الجرحى». وتسيطر «هيئة تحرير الشام» على الجزء الأكبر من محافظة إدلب مع تقلص نفوذ الفصائل المعارضة فيها، كما تتواجد فصائل معارضة وإسلامية في مناطق في شمال محافظة حماة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات النظام. وبدأت «هيئة تحرير الشام» وفصائل متطرفة أخرى هجوماً ضد مواقع قوات النظام في ريف حماة الشمالي الشرقي، إلا أنها لم تتمكن من الحفاظ على مناطق تقدمت إليها أمام الرد العنيف من الطيران الحربي. وتراجعت أمس حدة الاشتباكات في الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وإدلب، بعد معارك طاحنة خلال اليومين الماضيين، وفق «المرصد». في موازاة ذلك، أعلن رئيس الإدارة العامة للعمليات في هيئة الأركان الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي أن هجوم «النصرة» ضد الشرطة العسكرية الروسية في حماة، والذي أدى إلى مقتل 3 جنود روس «لم يكن محض صدفة». وكانت الأركان الروسية قد أعلنت أن مسلحي «جبهة النصرة»، قاموا بمحاصرة مجموعة من 29 عنصراً من الشرطة العسكرية الروسية، إلا أن القوات الروسية الخاصة تمكنت من فك الحصار والخروج من الطوق بفضل هجوم معاكس شنته قوات المظليين السوريين بدعم من القوات الجوية الروسية. وأوضحت أن الهجوم المعاكس أدى إلى تدمير 40 مستودعاً للسلاح والذخيرة ودبابة و4 آليات مدرعة، إضافة إلى مقتل 850 من عناصر «هئية تحرير الشام». وأشار رودسكوي إلى أن عناصر «النصرة» استخدموا المدرعات والدعم الناري القوي خلال الهجوم. وشدد على أن الهدف الرئيسي للهجوم الإرهابي كان أسر مجموعة العسكريين الروس في المنطقة التي كانت تراقب تنفيذ اتفاق خفض التصعيد. وقال إن الهجوم استمر عدة ساعات وإنه بفضل تدخل وحدة المهمات الخاصة تم فك الحصار من دون خسائر بين العسكريين الروس.