لا يزال دور طبيب التخدير غير واضح حتى الآن لدى شريحة كبيرة من المجتمع اللبناني. وهذا ما أظهره بحث أُجرِيَ في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس في بيروت لمدة ثلاثة أشهر خلال العام الحالي، بهدف توعية المجتمع على دور طبيب التخدير وأهمية عمله والعوامل التي تثير قلق المريض من خلال خضوعه للبنج. 782 مريضاً أجابوا على استطلاع رأي وُزّع على مرضى سيخضعون لعمليّة جراحية. وأظهر الاستطلاع أن حوالى 20 في المئة منهم لا يعلمون بأن طبيب التخدير هو طبيب مختص، وأن حوالى 85 في المئة منهم ليست لديهم أدنى فكرة عن سنوات التخصص للحصول على شهادة في التخدير والإنعاش. واللافت أن حوالى نصف المستطلعين لا يدرون ما هو دور طبيب التخدير بعد انتهاء العملية الجراحية، كما أن 85 في المئة من المرضى ليسوا على علم بأن طبيب التخدير يلعب دوراً مهماً في قسم العناية الفائقة والإنعاش وعيادة الألم في المستشفى. من ناحية أخرى، أظهر هذا الاستطلاع أنّ العوامل المتعلّقة بالتخدير والتي تشكّل قلق المريض هي الآتية: - الخوف من الاستيقاظ خلال العملية (15,6في المئة). - الخوف من البقاء تحت تأثير المخدر وعدم الاستيقاظ عند انتهاء العملية الجراحية (33,1 في المئة). - الخوف من الإصابة بالتهابات مختلفة (18,3 في المئة). - الخوف من الألم (17,2في المئة). - الخوف من اللعيان والتقيؤ (8,8 في المئة). - الخوف من الحساسية الناتجة عن أدوية التخدير (7 في المئة). لذلك، وبعدما أكّد هذا الاستطلاع جهل المجتمع لدور الطبيب المخدر في العمليات الجراحية، باتت حملة التوعية واجباً علينا. الجدير بالذكر، أنّ طبيب التخدير يدرس لمدّة 7 سنوات لينال شهادة في الطب العام، ثم يتخصص لمدة 4 أو 5 سنوات لنيل شهادة اختصاص في التخدير والإنعاش. وبالتالي فإن طبيب البنج في حاجة إلى 11 أو 12 سنة من التخصص قبل بدء ممارسة عمله. كما أن دوره يبدأ في قسم المعاينة ما قبل البنج حيث يقوم بتقويم وضع المريض، وإعطائه المعلومات والإرشادات اللازمة قبل إجراء الجراحة للحد من أخطار المضاعفات التي قد تحيط بالعمل الجراحي. من ناحية أخرى، الهدف من هذه المعاينة اختيار أفضل تقنية للبنج لأن تقنيات البنج متعددة، والاختيار بين بنج عام أو نصفي أو موضعي يختلف وفق نوع العمل الجراحي، كذلك وفق وضع المريض الصحي. وأحياناً يأخذ الطبيب في الاعتبار ما يفضله المريض. بعد انتهاء العمل الجراحي، يتابع طبيب البنج المريض في غرفة المراقبة ويعالج الألم الناتج عن العملية. ومن المهم الإشارة إلى أن طبيب التخدير يهتم بالأعمال التي لا تحتاج إلى غرف عمليات، كقسم التنظير والولادات الطبيعية. وهو مسؤول أيضاً عن عيادات الألم داخل المستشفى أو خارجه، ويقوم بمعالجة الآلام الحادّة والمزمنة. كذلك فإن لطبيب التخدير دوراً مهماً في الإنعاش وقسم العناية الفائقة الطبية أو الجراحية لمتابعة العمليات التي قد تنجم عنها بعض المضاعفات.