لم يمر سوى أسابيع قليلة على تكريمه في الدورة ال67 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، التي أقيمت في شباط (فبراير) الماضي تقديراً لعطائه السينمائي الكبير وتوجته بجائزة «كاميرا البرلينالي» التقديرية، حتى غيّب الموت الناقد السينمائي الكبير سمير فريد عن عمر يناهز ال 73 سنة، إذ سطر مرض سرطان الرئة كلمات الختام في حياة أحد رواد النقد السينمائي في مصر والعالم العربي بعد حياة حافلة. وعقب أيام قليلة من قرار مجلس إدارة جمعية نقاد السينما المصريين بالإجماع على إطلاق اسمه على «جائزة الجمعية» التي كان فريد أحد مؤسسيها وتمنح تلك الجائزة في كل المهرجانات المصرية الرسمية، وذلك تقديراً لدوره التاريخي في إثراء الثقافة السينمائية في مصر والعالم العربي. وشُيّعت جنازة الراحل بعد صلاة ظهر الأربعاء الماضي من مسجد مصطفى محمود وسيقام عزاؤه في مسجد عمر مكرم السبت المقبل. رأي ورؤية ونعاه وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، واصفاً إياه بأنه قامة ثقافية كبيرة، وأحد رواد النقد السينمائي، وعميداً للنقاد العرب، استطاع أن يكون نموذجاً مشرفاً لمصر والدول العربية في كل المهرجانات التي شارك فيها. وأضاف وزير الثقافة أن الراحل كان صاحب رأي ورؤية، أثرى بهما الحياة الثقافية طوال 50 عاماً، عبر مقالاته اليومية وعشرات الكتب، لافتاً إلى أنه كان مقرراً إقامة احتفالية لتكريمه، ضمن احتفالات الوزارة بتكريم الرواد، لكن تأجلت الاحتفالية بفعل مرضه الشديد. فيما نعاه المركز القومي للسينما في بيان جاء خلاله «يُعد سمير فريد أحد أهم أعلام النقد السينمائي العربي وله إسهامات عدة في مسيرة النقد، كما أنه صاحب بصمة واضحة في المهرجانات العربية». ولد فريد في القاهرة العام 1944، ودرس النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1965 ثم التحق للعمل في جريدة الجمهورية، حيث بدأ عمله ك «ناقد سينمائي» فيها عبر قرابة 40 عاماً. تخصص في شكل منهجي في النقد السينمائي، وأسس له بمفهومه الحديث وله عشرات المؤلفات بينها «الواقعية الجديدة في السينما المصرية»، و «أضواء على سينما يوسف شاهين»، و «تاريخ الرقابة على السينما في مصر»، و «الصراع العربي الصهيوني في السينما» و «مدخل إلى تاريخ السينما العربية». كان له مساهماته الرائدة سينمائياً، فهو صاحب فكرة إنشاء «المهرجان القومي للسينما»، وشارك في تأسيس «مهرجان الأفلام القصيرة والوثائقية» العام 1970، إضافة إلى تأسيس جمعية النقاد السينمائيين المصريين العام 1972. وصار عضواً في الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين العام 1970، واختير كعضو لجنة التحكيم في عدة مهرجانات دولية. تكريمات وهو شغل منصب مدير مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة عام 1995، ومديراً لمهرجان القاهرة الدولي لسينما الطفل في دورته عام 1998. كما تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الخلال أحلك فتراته بين عامي (2013- 2014)، حين كان مهدداً بسحب صفة «الدولية» من المهرجان، فبذل قصارى جهده لإنجاحه بأقل الإمكانات وعلى مدار دورتين متتاليتين. تقلد تكريمات عدة في مهرجانات عالمية، حيث توج ب «الميدالية الذهبية» في مهرجان كان السينمائي الدولي نظراً الى إسهاماته في النقد السينمائي العام 2000. كما نال جائزة الدوله للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة 2002.