أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن غالبية الجنود الثلاثة آلاف الإضافيين الذين سيتم نشرهم في أفغانستان تنفيذاً للاستراتيجية الجديدة للرئيس دونالد ترامب لتعزيز الأمن، هم في طريقهم إلى هناك. وكان ترامب أعلن في 21 آب (أغسطس) الماضي استراتيجية جديدة في أفغانستان، تقضي خصوصاً بإرسال مزيد من الجنود للتصدي لحركة «طالبان»، والتي تشن هجمات دامية وتسيطر على مناطق واسعة من البلاد وتقتل الآلاف من قوات الأمن الأفغانية. وقال ماتيس في مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس (الإثنين)، انه سيرسل «تحديداً ثلاثة آلاف» جندي إلى أفغانستان، حيث سيساندون حوالى 11 ألفاً من القوات الأميركية المنتشرة هناك. وأضاف ان «غالبيتهم في الطريق إلى هناك أو تلقوا الأوامر، وأفضّل عدم إعطاء مزيد من المعلومات التي تفيد العدو». ويصف القادة الأميركيون الوضع في أفغانستان منذ أشهر ب «الورطة»، على رغم الدعم للشركاء الأفغان الذي كلف واشنطن حوالى تريليون دولار إجمالاً. وتطوي الحرب في أفغانستان الشهر المقبل عامها ال 16، وهي من أطول النزاعات التي تخوضها الولاياتالمتحدة. وتراجع ترامب عن وعد قطعه بالانسحاب سريعاً من أفغانستان في أول خطاب رسمي له قائداً أعلى للقوات المسلحة، بعدما مارس القادة العسكريون الأميركيون ضغوطاً عليه للتراجع عن تعهده، وأقنعوه بأن كلفة الانسحاب ستكون أسوأ من كلفة البقاء. وسيشكل نجاح الجهود الأميركية على مدى العامين الماضيين لتقوية قوات الأمن العراقية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، عبر التدريب والدعم اللوجستي والميداني، نموذجاً أمام ترامب لاعتماده في استراتيجيته الجديدة في أفغانستان. وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً على حلفائها في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) لزيادة عديد قواتها في أفغانستان. إلى ذلك، قال مسؤولون إن سلاح الجو الأفغاني تسلم أول أربع طائرات مروحية أميركية الصنع من طراز «بلاك هوك يو اتش – 60»، ضمن خطة إحلال لأسطولها المتهالك من المروحيات الروسية الصنع من طراز «ام آي 17». وتعتزم الولاياتالمتحدة إمداد أفغانستان بإجمال 159 طائرة من طراز «بلاك هوك» خلال السنوات المقبلة، في إطار سعيها إلى تعزيز قدرات سلاح الجو الأفغاني الذي يعد أحد أفضل الأسلحة أداء. وقالت مهمة «الدعم الحازم» التي يقودها «ناتو»: «وصلت أول طائرات يو اتش 60 للسلاح الجوي الأفغاني اليوم في قندهار. ستساعد في تطوير السلاح الجوي الأفغاني الماهر والقوي». وطائرات «ام آي – 17» التي تعود إلى العهد السوفياتي، هي العمود الفقري للسلاح الجوي الأفغاني، ونفذت حوالى نصف جميع الطلعات في الشهور الأخيرة، ويألفها بشكل كبير الطيارون الأفغان. وتقل هذه الطائرات القوات والمصابين والقتلى، وتنقل إمدادات أيضاً إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها براً ويمكن أن تزود بأسلحة لتقديم دعم جوي قريب للوحدات على الأرض. لكن قِدمها جعل صيانتها وإبدالها أمراً صعباً بشكل متزايد، ويجب سحبها تدريجاً خلال السنوات المقبلة وتغييرها بطائرات «بلاك هوك» الأميركية. وتقوية سلاح الجو الأفغاني جزء مهم في خطة الرئيس أشرف عبد الغني، ومدتها أربع سنوات، لتطوير قوات الأمن التي تكافح لاحتواء تمرد حركة «طالبان» منذ أنهى التحالف بقيادة «حلف شمال الأطلسي» عملياته القتالية الرئيسة في العام 2014.