إنها مشكلة يتعيّن على مدرّب باريس سان جرمان الفرنسي حلها بسرعة: أدينسون كافاني ونيمار تجادلا الأحد ضد ليون (2-صفر) على تنفيذ - وإهدار - ركلة جزاء، إنه أوّل مؤشّر على معركة "الأنا" والتنافس بين نجم "قديم" وآخر جديد في نادي العاصمة الفرنسية. وتغلّب باريس سان جرمان على ليون 2-صفر في مباراة القمة على ملعب "بارك دي برانس" مساء الأحد، محققاً الفوز السادس على التوالي منذ انطلاق الموسم الحالي، لكن الهدفين جاءا بنيران صديقة، فضلاً عن تصدي الحارس أنطوني لوبيس لركلة الجزاء التي سدّدها الأوروغوياني كافاني في الدقيقة 80 فارتطمت الكرة بأسفل العارضة وخرجت. ومن الواضح أن كافاني لم يكن في مزاج جيّد للاحتفال بالنصر بعد المباراة. ودخل الأوروغوياني بسرعة إلى غرفة تبديل الملابس من دون النظر إلى المشجعين أو مواجهة وسائل الإعلام. فقبل عصر نيمار، وبعد امبراطورية "زلاتان"، أي السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الأمر كان واضحاً، "إيدي" الهدّاف اللامع كان يتصدى لتنفيذ جميع ركلات الجزاء لتعزيز أرقامه. لكن تغيّر الوضع مع مجيء البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني في صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو. وجاء البرازيلي من أجل الإرتقاء بمستوى باريس سان جرمان، وأيضاً للفوز بالكرة الذهبية، ويمرّ ذلك عبر تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف مع فريقه الجديد. وفي الخلاصة، عندما حصل كيليان مبابي على ركلة جزاء في الدقيقة 78، جاء نيمار لطلب الكرة التي أخذها كافاني لتسديدها. رفض الأوروغوياني، ثمّ - ربما توتّر قليلاً - فشل في تسجيلها. نزاع يبدو عادياً في ناد ضمن الدوري الفرنسي، لكنه يأخذ طابعاً خاصاً في باريس سان جرمان مع الثلاثي مبابي-كافاني-نيمار. هذا وكان نيمار اقترب من كافاني لطلب تنفيذ ركلتي جزاء أيضاً ضد سانت إتيان (3-صفر في نهاية آب/أغسطس) وسلتيك الاسكتلندي الثلثاء الماضي في دوري أبطال أوروبا (5-صفر). لكن كافاني أكّد أنه ليس لديه أي مشكلة مع زميله نيمار على رغم ما حدث الأحد. وقال كافاني في مقابلة مع إذاعة أوروغويانية "لا أدري لماذا يخلقون كل هذه الروايات. الحقيقة هي أنها أمور طبيعية تحصل في كرة القدم". وتابع "إنه وصل (نيمار) حديثاً، وكما قلت منذ البداية، فإنه لدينا الرغبة في أن يتأقلم بأفضل طريقة ممكنة، وأعتقد أنه تأقلم بسرعة". وحصلت أوّل مناكفة أميركية-جنوبية يوم الأحد قبل دقائق من ركلة الجزاء. ففي الدقيقة 57، حصل سان جرمان على ركلة حرة، ومنع البرازيلي الآخر في النادي الفرنسي داني ألفيش، كافاني من محاولة الحصول على فرصة تسديد الكرة لمنحها إلى مواطنه نيمار. ولذلك، فإن هناك فعلاً معركة "الأنا" التي يتعيّن على الإسباني أوناي إيمري مدرّب سان جرمان أن يهدئها بسرعة. وفي المؤتمر الصحافي عقب المباراة، بقي إيمري حذراً من دون توضيح الأمور بقوله "نحن بحاجة إلى اتفاق حبي على أرض الملعب لتنفيذ ركلات الجزاء، سنعالج داخلياً أمر الركلات المستقبلية، لأنني أعتقد أنّ الإثنين قادران على تسديد ركلات الجزاء، وأريد أن يتناوبا على تسديدها". من جهته، قال لاعب سان جرمان أدريان رابيو "إنه أمر طبيعي بين المهاجمين"، وألمح إلى أنه كانت هناك تعليمات سابقاً بأن تترك ركلات الجزاء إلى كافاني، مضيفاً "بعد ذلك، الأمر متروك لهما لمعالجته. يمكنهما أن يتناوبا، وأعتقد أن ذلك لن يكون سيئاً، ولكن عليهما أن يعالجا الأمر". لكن مدافع الفريق بريسيل كيمبيمبي تجاوز المشكلة بعبارة بسيطة "من يريد أن يسدّد فليسدد". وحقّق كافاني، الذي وصل إلى سان جرمان في عام 2013، أرقاماً مذهلة الموسم الماضي: 49 هدفاً في جميع المسابقات مجتمعة في خمسين مباراة. ومع الصيف المذهل لباريس سان جرمان في سوق الإنتقالات، كان هناك 222 مليون يورو من أجل نيمار، و180 مليون يورو (مع المكافآت) من أجل مبابي بعقد إعارة من موناكو لمدة عام مع خيار الشراء، فوجد الأوروغوياني نفسه في الظل وهو الذي كلّف سان جرمان 64 مليون يورو لضمه من نابولي الإيطالي. وأوقظ وصول نجوم جدد إلى سان جرمان ذكريات ليست سعيدة بالنسبة إلى رأس الحربة الأوروغوياني، فحين كان إبراهيموفيتش في الفريق، اضطر إلى اللعب على الجناح في خدمة العملاق السويدي. وبعد رحيل زلاتان، استعاد كافاني على الفور مركز المهاجم المتقدّم وأسكت بالتأكيد النقاد بكمية الأهداف التي سجّلها. الآن وبعد أن أصبح نيمار هنا، فإنّ ازدياد حالات الاستياء البسيطة والانتقادات الخبيثة تهدّد بإضعاف الثلاثي الباريسي "أم سي أن" أي مبابي-كافاني-نيمار.