استقبل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أمس، قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في العاصمة التونسية، في زيارة هي الأولى من نوعها له الى تونس، لإجراء مباحثات مع مسؤولين تونسيين حول سبل حل الازمة الليبية وانهاء الخلاف بين الفرقاء. وذكرت الرئاسة التونسية أن السبسي دعا «الأطراف الليبية إلى ضرورة تجاوز خلافاتها عبر الحوار والمصالحة وبناء الدولة وتركيز مؤسساتها بما يعود بالخير والمنفعة على الليبيين ويعزز مقومات الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة بأكملها». وأبرز السبسي حرص بلاده «على عدم التدخل في الشأن الليبي ووقوفها على مسافة واحدة من كل الأطراف»، مشيراً إلى ضرورة الارتكاز إلى المبادرة التونسية- المصرية- الجزائرية التي تحظى بترحيب القوى الليبية والدولية. ويأتي لقاء الأمس، بعد شهر من اتصال هاتفي بين السبسي وحفتر، دعاه خلاله إلى زيارة تونس، بينما تحدثت مصادر ديبلوماسية تونسية الى «الحياة» عن إمكان عقد لقاء بين حفتر ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج. من جهته، ثمّن حفتر «دور تونس ووقوفها مع الشعب الليبي في هذه الظروف الدقيقة لاسيما في مقاومة الارهاب»، وأطلع السبسي على آخر تطورات الوضع في المنطقة وعلى نتائج المشاورات التي أجراها لبحث السبل الكفيلة بتحقيق الامن والاستقرار في ليبيا. ويُفترض أن يلتقي حفتر وزير الخارجية التونسية خميس الجهيناوي لمتابعة تطورات المبادرة التونسية بشأن ليبيا، حيث ستستأنف تونس جلسات حوار بين الفرقاء الليبيين لبحث صيغة جديدة لتعديل «اتفاق الصخيرات» الذي وقعته الأطراف الليبية في المغرب منذ سنتين. وكان وزير الخارجية التونسية أعلن الأسبوع الماضي، عقب اجتماع لدول الجوار الليبي، أن الفرقاء الليبيين سيزورون تونس نهاية الشهر الجاري، لبحث السبل الكفيلة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية برعاية تونس ومصر والجزائر. وذكرت تقارير اعلامية تونسية أن المشير حفتر، الذي تستمر زيارته إلى تونس أياماً، قد يستغل إقامته للقاء السفير الأميركي لدى ليبيا (المقيم في تونس) بيتر بودي لبحث الأزمة في بلاده، اضافة إلى لقاء محتمل قد يجمعه بالسراج. في غضون ذلك، تواصلت المواجهات في مدينة صبراتة الليبية (غرب) لليوم الثاني على التوالي أمس، إذ قُتل شخص وجُرح 6 آخرون من عناصر «غرفة عمليات محاربة تنظيم داعش الإرهابي» خلال المعارك ضد ميليشيا أنس الدباشي التابعة لوزارة دفاع حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فائز السراج. وقال آمر غرفة محاربة تنظيم داعش فى صبراتة العميد عمر عبدالجليل إن «الميليشيات المسلحة (ميليشيا الدباشي) استغلت وقف النار وهاجمت عناصر غرفة العمليات في المنطقة. وأكدت الغرفة في بيان أمس، أن الميليشيات استغلت وقف النار من جانب عناصر «غرفة عمليات محاربة تنظيم داعش» والمتفق عليها مع الهلال الأحمر الليبي لإخراج العائلات العالقة داخل المدينة، وشنّت هجوماً مباغتاً، أسفر عن سقوط قتيل و6 جرحى. وتعرّض وفد المصالحة الذي جاب صبراتة برايات بيضاء أمس لإطلاق نار قرب معهد المهن الشاملة، ما تسبب بإصابة أحد أعضائه إصابة خطرة نُقل على أثرها إلى المستشفى. وكان آمر «غرفة عمليات محاربة داعش» العميد عمر عبدالجليل أعطى وفد المصالحة الأمان للدخول للمدينة، وعندما وصل الوفد أمام معهد المهن الشاملة، أوقفته مجموعة مسلحة وأطلقت النار عليه. إلى ذلك، أعلن رئيس معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس، العقيد سالم العكعاك، استمرار إغلاق المنفذ أمس، بسبب خلافات ومشاكل فنية بين الإدارات والأجهزة الأمنية، وتداخل بعض الصلاحيات واختلاف وجهات النظر في شأن تسيير العمل. وقال العكعاك إن إغلاق المنفذ جاء بعد «احتجاج واعتصام العاملين، ومطالبتهم بإعادة تنظيم العمل، وتيسير العراقيل أمام أداء وظائفهم». وأضاف أن «العمل جارٍ لإعادة فتح المعبر، عبر تذليل الصعوبات أمام الأجهزة الأمنية البالغ عددها 13 جهازاً، ويعمل بها أكثر من 1000 موظف»، مشيراً إلى أن «المشكلة بدأت بعد تداخل الصلاحيات، والاختلاف في وجهات النظر بين الأجهزة في شأن تسيير عمل المنفذ، ولذلك تسعى الإدارة إلى حل هذه الإشكالية». وأوضح أنه غير راضٍ عن إغلاق المنفذ، لكنه لا يستطيع إلزام بعض الأجهزة الأمنية التي أغلقته بفتحه، لأنها لا تتبع إدارته، مؤكدًا أنه «يتم التواصل مع الجميع مع وجود بوادر حل الخلاف في أقرب وقت». وحول احتجاز بعض العائلات الليبية وتأخير عبورها من المعبر التونسي خلال اليومين الماضيين، أوضح العكعاك أن «ما حدث كان رد فعل بعض المواطنين التونسيين نتيجة مصادرة بضائعهم ودفع بعض الرسوم، وعلى الفور قامت إدارة المنفذ باتصالات مكثفة لإطلاقهم، وتأمين عبورهم بعد استيقافهم لساعات عدة في الأراضي التونسية في منطقة بن قردان».