قالت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية إن أنقرة أرسلت 80 مركبة عسكرية تشمل دبابات إلى حدودها الجنوبية مع سورية، فيما تجري واشنطنوموسكو مشاورات في شأن مناطق «خفض التوتر». وذكرت الوكالة نقلا عن مصدر عسكري أن نشر المركبات تم في إطار تعزيز القوات المتمركزة على الحدود. وأضافت الوكالة أن المركبات أرسلت إلى منطقة إسكندرون في إقليم خطاي جنوب شرقي البلاد. وفي وقت متأخر من مساء أمس أول من أمس (السبت)، ذكرت الوكالة أيضا أن الجيش أرسل الشاحنات الأولى تحمل مساعدات ومركبات عسكرية للموقع ذاته مع عتاد ثقيل. وقالت الوكالة إن قافلة ثالثة تحمل عربات مدرعة متجهة إلى منطقة الريحانية حيث يقع معبر جيلوه غوزو الحدودي مع سورية. وقالت وزارة الخارجية التركية الجمعة الماضي إن روسيا وإيران وتركيا وافقت على نشر مراقبين حول منطقة «خفض التصعيد» في إدلب في شمال سورية، وهي منطقة يخضع غالبها لسيطرة متشددين من جماعة كانت مرتبطة بتنظيم «القاعدة». وأضافت أن المراقبين سيسعون لمنع اندلاع اشتباكات بين قوات الحكومة السورية والمعارضة ورصد انتهاكات وقف إطلاق النار. وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال الشهر الماضي إن بلاده ستتخذ الإجراءات الضرورية على حدودها الممتدة لمسافة 150 كيلومترا مع إدلب. من جهة أخرى، قالت ماريا زاخاروف الناطقة باسم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الوزير الروسي ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون بحثا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون في شأن الأزمة في سورية وقضايا الشرق الأوسط وفي شأن اتفاق تحقيق السلام في أوكرانيا خلال اجتماع عُقد أمس. وأوضحت زاخاروف أن «الاجتماع تناول التعاون في الأزمة السورية وقضايا الشرق الأوسط واتفاق مينسك». ولم تتوافر تفاصيل أخرى. إلى ذلك، أعلن رئيس الاركان الأميركي الجنرال جو دانفورد أمس، ان الولاياتالمتحدةوروسيا اجرتا مشاورات للحفاظ على منطقة «خفض التوتر» في وادي الفرات حيث ينفذ جيشا البلدين عمليات ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، وذلك بعد حادث نسب الى روسيا. وقال دانفورد للصحافيين في الطائرة التي تقله من تيرانا حيث شارك في اجتماع ل«حلف شمال الاطلسي»: «تحدثت الى الجنرال (فاليري) غيراسيموف (رئيس الاركان الروسي) مساء السبت»، فيما تشاور وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في هذا الصدد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. واتهمت «قوات سوريا الديموقراطية» التي تدعمها واشنطن، أول من أمس الطيران الروسي بقصف مقاتلين تابعين لها، الامر الذي نفته موسكو في حين اكده التحالف الدولي ضد المتشددين بقيادة واشنطن. واضاف دانفورد: «ينفذ الروس عملية في دير الزور، وقالوا ان مقاتلين من تنظيم داعش فروا من دير الزور وانتقلوا الى شرق نهر الفرات. فطاردوهم شرق الفرات مستخدمين مقاتلات للقوات الروسية والنظام السوري. لقد اكدوا انهم قصفوا (منطقة) شرق الفرات، لكن بعض هذه الضربات طاولت مناطق قريبة واصابت قوات سورية الديموقراطية التي ندعمها». واوضح: «اننا اجرينا اتصالات على كل المستويات لاعادة جعل الفرات منطقة خفض توتر»، مبديا اسفه لهذا الحادث الذي يشكل «فشلا» لمساعي خفض التوتر. ويشهد الشرق السوري راهنا هجومين منفصلين لطرد تنظيم «داعش» من دير الزور. الجيش السوري بدعم من موسكو يركز عملياته في مدينة دير الزور نفسها فيما تقاتل «قوات سورية الديموقراطية» في شرق المحافظة باسناد جوي من التحالف. واقر رئيس الاركان الاميركي بان «الوضع في هذه المنطقة بالغ التعقيد»، معتبرا ان «خفض التوتر حاليا هو اكثر صعوبة مما كان قبل بضعة اشهر. لذا، نبذل جهودا لاعادة احياء اطار خفض التوتر». لكنه لم يوضح ما اذا كان الجانب الروسي اعلن التزامات، ملاحظا انه «لم تتم تسوية كل المشاكل».