مرت مسيرات دعت اليها «التنسيقية الوطنية للديموقراطية والتغيير» المعارِضة في الجزائر كأنها «لا حدث»، عبر ثلاثة أحياء شعبية في العاصمة. وعلى رغم محاولة «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» المعارِض بزعامة سعيد سعدي، تغييرَ خطة المسيرة وفصلَها لثلاث تظاهرات في أحياء مختلفة، إلا أن مجموع الذين استجابوا لها لم يتخطَّ المئة، فيما غادر سعدي إحدى المسيرات بعدما حاول بعض الشبان المؤيدين للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الاعتداء عليه. وخابت توقعات سعدي بأن يتمكن أنصاره من تضليل قوات مكافحة الشغب بتوزيع تجمعاتهم عبر ثلاثة أحياء في العاصمة يبعُد بعضُها عن بعض، وذلك بسبب قلة عدد الذين استجابوا للمسيرة الرابعة (كل يوم سبت منذ 12 شباط/ فبراير الماضي)، وأيضاً بروز أصوات أخرى في المعارضة تنادي بالتغيير ولكنها تفضل النشاط داخل القاعات، كما كان الأمر مع «جبهة القوى الاشتراكية»، التي حضر أربعة آلاف شخص تجمُّعَها في قاعة في العاصمة أول من أمس. واختار سعدي قيادة مجموعة تنطلق من حي المدنية باتجاه مقر التلفزيون الحكومي، لكنه فوجئ بنحو ثلاثين شخصاً فقط تجمعوا معه، وحولهم طوق أمني من مئات عناصر الشرطة. ووسط صيحات «بوتفليقة ليس مبارك»، تمكن مؤيدون لبوتفليقة من منع وصول سيارة سعدي إلى ساحة المدنية، وحاول بعضهم الاعتداء عليه، إلا ان سعدي خاطب أنصاره قائلاً: «سنواصل التظاهر مهما كانت الإجراءات التي يتخذها النظام لمنعنا». وتكرر المشهد نفسه تقريباً في حي المدنية، إذ ان عدد المتظاهرين تقلص كثيراً، وجدد سعدي شعاراته ب «الإطاحة بالنظام الدكتاتوري»، فيما رد عليه شباب «اذهب واتركنا نعيش بسلام». وفي حسين داي، حيث مقر مجلس قضاء العاصمة، تجمع ثلاثون شخصاً يقودهم عميد الحقوقيين الجزائريين علي يحيى عبد النور، ونادى المتجمعون ب «الحريات وإسقاط النظام»، ثم فرقتهم الشرطة. أما في عين بنيان (15 كلم غرب العاصمة)، فلوحظ وجود قيادي سابق في «حركة العروش البربرية» بلعيد ابريكا، يحاول قيادة عشرين متظاهراً، لكن الشرطة فرَّقتهم بسرعة.