يلحق عازف الدرامز المصري هاني الأزهري في الدورة التاسعة لمهرجان القاهرة الدولي للجاز بكل من الموسيقار عمر خيرت والفنان زياد الرحباني والموسيقار نصير شمة ووزير الثقافة البرازيلي السابق جيلبرتو جيل الذين كُرّموا في الدورات السابقة للمهرجان ضمن تقليد سنوي يتبعه مسؤولوه يختارون فيه شخصية موسيقية بارزة لتكريمها تقديراً لدورها ومساهماتها الفنية. وتحتفي الدورة التي تنطلق في 28 الجاري بالموسيقي صاحب البصمة البارزة في موسيقى الجاز والموسيقى المستقلة بوجه عام منذ ستينات القرن الماضي، والتي تبلورت بمشاركته للموسيقي هاني شنودة في تأسيس فرقة «المصريين» عام 1977. يعد الأزهري شاهداً على مراحل انتشار تلك الموسيقى التي تحترف تقديمها وتطويعها عربياً الآن عشرات الفرق المستقلة، فضلاً عن الاعتماد على تقنياتها وآلاتها في غالبية ألحان المطربين العرب حديثاً. يقول الأزهري ل «الحياة»: «حين عزفنا الجاز في بداية الستينات واجهنا أصعب مشكلة يمكن أن تواجه فناناً، أن يقدم فناً ليس له جمهور، حتى أننا كنا نعزف لأنفسنا، نذهب إلى استديوات تسجيل الأغاني وإجراء البروفات ونعزف بغض النظر عن وجود جمهور أم لا». ويضيف: «استمر الوضع كذلك حتى بدأ قطاع أكبر من الشباب يتعرف إلى تلك الموسيقى، تحديداً مطلع الثمانينات. وقتها كان يمكن أن نقول إن الجاز ظهر له جمهور في مصر». ويأتي تكريم الأزهري الآن بعد مشواره الحافل في موسيقى الجاز حدثاً ساراً جداً له خصوصاً أنه لم يكن يتوقعه، ويقول: «أشكر كل من فكر في تكريمي». وعن فرقة «المصريين» يقول: «تركت الفرقة بعد رابع شريط لها («أبدأ من جديد» صدر عام 1981)، وبعدها بنحو سبع سنوات توقفت الفرقة وكانت أصدرت شريطين آخرين هما «ماشية السنيورة» و «حظ العدالة» عامي 1985 و1988. قبل سنوات استأنفت الفرقة نشاطها وشاركت في أول حفلة عقب العودة في مكتبة الإسكندرية، ويتولى شؤونها اليوم مؤسسها الموسيقار هاني شنودة». استطاعت فرقة المصريين في نشأتها الأولى تحقيق انتشار واسع وتميزت بكلمات أغانيها التي تكتبها بنفسها وبتناولها شؤوناً حياتية لم يكن معهوداً من قبل الغناء عنها، ولا تزال أغانيها حاضرة كجزء من التراث السمعي المصري وأشهرها أغنية «متحسبوش يا بنات إن الزواج راحة». ويشيد الموسيقي المصري بمهرجان القاهرة الدولي للجاز: «مهم جداً أن ينظم مهرجان للجاز في مصر، خصوصاً مهرجان كهذا يشق طريقه ليصبح واحداً من مهرجانات الجاز ذات الفاعلية بخاصة مع تأنّيه في اختياراته للفرق الأجنبية التي يستضيفها». يرجع الفضل في تأسيس مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز إلى عازف البيانو المصري عمرو صلاح الذي أتاح للفرق المصرية فرصة الاحتكاك بفرق عالمية وتبادل الخبرات معها، حتى بات المهرجان على مدار سنوات حدثاً ثقافياً دولياً ومناخاً مميزاً لتنسيق مشاريع فنية مشتركة في إطار فاعلياته المتنوعة بين ورش عمل ومحاضرات وأفلام وثائقية وحلقات عزف مشتركة. واللافت عدم اقتصار تركيز المهرجان على فئة الشباب ممن يعدون الأكثر تفاعلاً مع موسيقى الجاز، بل إنه يتوجه كذلك إلى جيل من النشء عبر برنامج «جازينينو» الذي لازم المهرجان منذ إطلاقه، ويشرف عليه هذا العام مشروع «باند ميكرز» الذي يرمي إلى تكوين فرق موسيقية من الصغار. ويشارك في المهرجان هذه السنة من مصر فرقة «افتكاسات»، وبرنامج «جازينينو»، والمطربة الشابة شيرين عبده.