أثار مقطع فيديو نشر على «يوتيوب» حفيظة من تقدموا لشراء القلم الذي أهداه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للطفل فيصل الغامدي (10 أعوام)، خلال افتتاحه مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة. وبدا طفلان (10 أعوام) خلال مقطع مرئي وكأنهما يتهكمان على الذين عرضوا عبر «يوتيوب» شيكات وصلت قيمة بعضها إلى الملايين بل البلايين لشراء القلم، فما كان منهما إلا أن مزقا شيكاً كانا كتباه باسم فيصل لشراء القلم، وقدما له عرضاً لشراء القلم بنصف مليون ريال نقداً، وعرضا المبلغ عبر المقطع، وكذلك رقم هاتفهما إذا ما وافق فيصل ووالده على عرضهما. وكان الحظ ابتسم للطفل فيصل الغامدي بعد 120 ساعة تدريب و21 يوماً، إذ وقع اختيار المدرب الفرنسي على الطفل فيصل الذي كرر حركة الطيران 30 مرة بإتقان من دون تردد أو وقوع في الخطأ، في اختبارات لتنفيذ حركة الطيران من أرضية الملعب إلى المقصورة الرئيسة مع 170 طفلاً. وب«يا حظك بتشوف الملك يا فيصل» ودّعه زملاؤه في الصف السادس الابتدائي، وكانوا على وعدٍ بلقائه إما بأرض ملعب الجوهرة، وإما من شاشات التلفاز، وبين انقباضة قلب الأم وفرحة والده، يهبط فيصل وسط زخم التصفيق ولقاء الملك عبدالله، ليعود حاملاً «قلم» الملك الشخصي وساعة كهدية من الملك إليه. من هنا، بدأت قصة العروض المليونية تنهال على «قلم» الطفل فيصل، الذي حصل عليه هدية من الملك عبدالله، وتداولت المواقع الإلكترونية صور الشيكات المالية موقعة باسم البائع والمشتري. فيما ذكر الخبير الاقتصادي فضل البوعينين ل«الحياة» أن التعامل بالشيكات ليس أمراً سهلاً، وله تبعات قانونية كثيرة، وأصبح «القلم» بتصرفات بعض الاستعراضيين يشكل ضرراً معنوياً واضحاً، بسبب النكات والشيكات غير الجادة ومقاطع الفيديو المتداولة عنه، بينما قُدم لهدف سامٍ بعيداً عمّا يتداول به. وحذّر البوعينين من أن الشيكات التي تظهر بأسماء أشخاص حقيقيين عملوا على تزوير الأسماء وتغييرها بواسطة برامج الحاسوب أو بطرق أخرى يسيئون في شكل مباشر على المصرف الظاهر اسمه في الشيك، ومن حق المصرف أن يتخذ إجراء ضد هؤلاء المزورين بهدف الاستهزاء أو التسويق لأنفسهم، لأن التهاون في الأمور المالية ليس سهلاً، وخصوصاً الأوراق الرسمية التي من ضمنها الشيكات المصرفية. وبيّن البوعينين أن الحقوق الاعتبارية مكفولة، ولا يجب استغلال الأسماء لأهداف تسويقية وتشهيرية، لأن الهدف من كتابة الشيكات ونشرها في المواقع الاجتماعية كما يعلم الغالبية أنها لمجرد الظهور والاستعراض، وليس للشراء الجاد. هذا وتم تداول مقاطع فيديو أخيراً لأشخاص يظهرون مبالغ مالية مصروفة كقيمة للقلم، ولجأ بعض آخر إلى استخدام النكات والفكاهات حول «القلم»، فيما لا يزال الطفل فيصل الغامدي محتفظاً به حتى اللحظة. وحظي الطفل فيصل الغامدي، بهدية غالية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهي عبارة عن قلم الملك الشخصي، إذ انتقل من أرض ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في مدينة جدة إلى مقر المقصورة الملكية ليسلم الملك عبدالله كرة مضيئة إيذاناً بافتتاح ملعب «جوهرة جدة»، وردّ الملك على وصول فيصل بابتسامة بعد أن تابع كل تفاصيل انطلاقه جواً نحو المنصة، قبل أن يهديه قلمه الشخصي الذي أخرجه من جيبه أمام ملايين السعوديين الذين تابعوا الحفلة في الملعب أو عبر الشاشة.