صعّد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لهجة التحدي للأطراف المحلية والإقليمية والدولية الرافضة الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان، وأصر على موعد الاستفتاء في 25 من الشهر الجاري، بعد يوم من تلقيه «بديلاً» من عدد من قوى التحالف الدولي. وعزز برلمان إقليم كردستان في أول جلسة له بمقاطعة عدد من الأحزاب، موقف بارزاني بتأييد موعد الاستفتاء، على رغم تلويح تركيا بفرض عقوبات على الإقليم في حال أصر على الاستفتاء. وعقد برلمان إقليم كردستان الذي يضم 111 نائباً مساء أمس، اجتماعه الأول بعد عامين، وبمقاطعة حوالى 35 نائباً يمثلون كتل «التغيير» و «الجماعة الإسلامية» بالإضافة إلى نواب من أعضاء «الاتحاد الوطني الكردستاني». وقرر البرلمان الكردي تكليف مفوضية الانتخابات في الإقليم إجراء الاستفتاء في موعده. وقال بارزاني امس خلال كلمة من بلدة العمادية في دهوك (شمال)، إنه «لا يوجد بديل من استفتاء استقلال كردستان ولن يتم تأجيله». وأضاف أن «مسؤولي الحكومة العراقية لا يرضون بالشراكة، ونحن لن نقبل بأن نكون خدماً لهم». وبشأن البديل الذي قدمته الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة من الاستفتاء قال بارزاني: «لا يوجد بديل، ولن يتم تأجيله والعرض الذي قُدم ليس بديلاً موضوعياً»، وإن «لا دولة تمنحنا الاستفتاء كهدية»، مشيراً إلى أن «تأجيل الاستفتاء أكثر خطورة من المجازفة التي نقوم بها الآن». وحول مواقف بغداد وآخرها قرار إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم، علق بارزاني: «لا تتعبوا أنفسكم، قرارتكم لن تصل إلى كردستان، فمسؤولو الحكومة العراقية لا يرضون بالشراكة والتوافق والتوازن». وزاد: «بغداد تتحدث الآن عن المادة 140 بشكل اضطراري لكنها لم تبق أي أهمية للدستور (...) يطالبون بعودتنا إلى حدودنا في عهد حزب البعث»، مشدداً: «لن نقبل التفاوض على حدود كردستان مع أي طرف». وكان المبعوث الرئاسي الأميركي للحرب ضد «داعش» بريت ماكغورك قدم أول من أمس مشروعاً بديلاً من الاستفتاء الكردي رفض الكشف عن تفاصيله ووعدت الحكومة الكردية بدرسه والرد عليه، وقد يكون إعلان بارزاني وبرلمان الإقليم بمثابة رفض للعرض الأميركي. وكانت الحكومة الأميركية نفت أمس علمها بمضمون البديل الذي قدمه ماكغورك، وقالت الناطقة باسم الخارجية هيذر ناورت، إنها ليست على علم ب «بديل» بريت ماكغورك، وإنها ليست على اطلاع بخصوص مفاوضات المبعوث الرئاسي في شأن استفتاء إقليم كردستان، لكنها جددت رفض بلادها الاستفتاء الكردي، وقالت: «نحن مصرون على مواقفنا ولا ندعم الاستفتاء حالياً». بالتزامن، دعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، بارزاني إلى التراجع عن الاستفتاء قبل فوات الأوان. واعتبر «أن إجراء الاستفتاء سيلحق أضراراً كبيرة بالأكراد الموجودين في المنطقة أكثر من غيرهم». وأضاف: «نقولها منذ أول يوم وأكررها مجدداً، نحن مع وحدة أراضي العراق، ونرفض الخطوات الهادفة إلى تغيير الطبيعة الفيديرالية للإقليم الكردي المنصوص عليها في الدستور العراقي»، مشدداً على أن «بلاده لا ترغب في الوصول إلى مرحلة تضطر فيها إلى فرض عقوبات»، مضيفاً: «لكنّ حال حدوث انسداد في الأفق، وتطور الأمر إلى تلك المرحلة، فإن تركيا تعرف جيداً ما ستفعله، ولديها خطط واضحة في هذا الصدد».