أعلن الجيش في ميانمار (بورما) أن حوالى 59 متمرداً مسلماً و12 من أفراد قوات الأمن، قتلوا في ولاية راخين أمس، بعدما شن مسلحون هجمات منسقة على 24 موقعاً للشرطة وقاعدة للجيش. ودانت الأممالمتحدة «سلسلة الهجمات المنسقة» على قوات الأمن في ميانمار ودعت أطراف الأزمة في ولاية راخين إلى الكف عن العنف. وتمثل الهجمات، التي لا تزال دائرة في بعض المناطق، تصعيداً كبيراً في صراع يستعر في راخين الواقعة في شمال غربي البلاد منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عندما دفعت هجمات مماثلة سلطات الأمن الى شن حملة كبيرة تلاحقها اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأعلنت جماعة «جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان» المسؤولية عن الهجمات وحذرت من وقوع المزيد. وكانت الجماعة تعرف من قبل باسم «حركة اليقين». وأصبحت معاملة نحو 1.1 مليون من مسلمي الروهينغا أكثر قضايا حقوق الإنسان جدلاً في ميانمار ذات الغالبية البوذية خلال مرحلة انتقالية أعقبت حكماً عسكرياً صارماً دام عقوداً. ويبدو الآن أن هذه المعاملة فجرت تمرداً قوياً. وتدهور الوضع في راخين هذا الشهر حينما بدأت قوات الأمن «عملية تطهير» جديدة في منطقة جبلية نائية. وقال الجيش إن جندياً من الجيش وعشرة من الشرطة و21 متمرداً قتلوا في الهجمات. وتوقعت مصادر عسكرية أن يكون العدد أكبر. وأشار فريق إخباري تابع لمكتب زعيمة البلاد أونغ سان سوتشي في بيان الى أن «المتمردين البنغال المتطرفين هاجموا مركز شرطة في منطقة ماونغداو في ولاية راخين الشمالية بعبوة ناسفة بدائية الصنع وشنوا هجمات منسقة على عدد من مواقع الشرطة الساعة الواحدة صباحاً». واستخدم البيان مصطلح البنغال في إشارة تنطوي على الحط من شأن الروهينغا المحرومين من الحصول على جنسية ويعتبرهم كثيرون مهاجرين غير شرعيين جاؤوا من بنغلادش. ويقول الروهينغا إن جذورهم في المنطقة تمتد لمئات السنين وإنهم يتعرضون للتهميش والعنف. وأسفرت العملية العسكرية في تشرين الأول الماضي، عن فرار حوالى 87 ألفاً من الروهينغا إلى بنغلادش، واعتبرت الأممالمتحدة أن قوات الأمن في ميانمار ربما ارتكبت جرائم ضد الإنسانية. وأفاد الفريق الإخباري الحكومي بأن الهجوم شمل 24 موقعاً للشرطة وأن قوات الشرطة والجيش تواصل قتال المتمردين. وأضاف أن حوالى 150 مهاجماً حاولوا اقتحام قاعدة عسكرية وأن الجيش تصدى لهم. وقالت مصادر عسكرية في ولاية راخين إنها تعتقد أن عدد المتمردين الذين شاركوا في هجمات امس، يزيد خمس مرات على العدد الذي شارك في هجمات تشرين الأول الماضي، ورجحت أن يكون حوالى 1000 مقاتل قد شاركوا في هجمات أمس. وتفيد مجموعة الأزمات الدولية إن جماعة (جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان) أسسه روهينغا يعيشون في الخليج بعد سلسلة من أعمال العنف ضد الأقلية المسلمة في ميانمار عام 2012.