بينما الدموع تملأ عينيه، اختتم المذيع السعودي خالد مدخلي أمس (الخميس) نشرة الرابعة وآخر ظهور له على شاشة «العربية» بعد أن قدم استقالته من القناة، على أن تكون محطته القادمة إحدى القنوات السعودية كما ترددت أنباء متفرقة. ثلاث سنوات قضاها مدخلي مع جمهور «العربية»، قدم خلالها نشرات الأخبار، غير أن نشرة الرابعة من عصر كل يوم، التي تهتم بالمحتوى السعودي والخليجي كانت ساعته المفضلة ومنصة توهجه وارتباطه بالجمهور السعودي والعربي، إذ تجلّى خلالها مدخلي، وتعاطى مع قضايا وهموم المواطن بمهنية عالية، مثّل صوتهم وتحمل مسؤوليتهم أمام تقصير المسؤولين الذين يستضيفهم باستمرار ويواجههم بأسئلته الحادة والمباشرة. كانت الأحداث المختلفة التي يستعرضها خلال النشرة فرصته للالتقاء مع جمهوره الذي يتسع في كل مرة، إذ كوّن له جمهوره الخاص وهو يشاركهم الأفراح الوطنية والمناسبات الرياضية وسوى ذلك مما تضمه نشرات الرابعة، وقد تميزت بمحتوى ثري ومنوع بفضل الدور الذي كان يلعبه مدخلي أمام الكاميرا، ومن خلفها منتج النشرة ماجد إبراهيم، وشبكة من المراسلين داخل السعودية، أعادوا إنتاج علاقة المشاهد السعودي بشاشة التلفزيون بعد سنوات من الانقطاع وضعف الثقة. إنها المرة الأخيرة التي يمشي فيها مدخلي في أروقة مبنى «العربية» في مدينة الإعلام بدبي بأقدامه الثلاث، إذ تعرض لخطأ طبي فقد على إثره النمو في أطرافه، الأمر الذي جعله يعاني من صعوبة المشي ويصطحب «عصاه» التي يتوكأ عليها وله بها مآرب أخرى، منها مواجهة خطوب الحياة وتصاريفها وهو يشق طريقه نحو النجومية معتداً بموهبته. وكان مدخلي واصل مشواره التعليمي حتى تخرج من الجامعة في تخصص اللغة العربية بدرجة امتياز، تم رفض تعيينه معلماً متبوعاً بوصف «غير لائق طبياً». توجه مدخلي إلى الإعلام، وبدأ مسيرته الإعلامية مذيعاً بالإذاعة السعودية وهو صاحب خامة صوتية متفردة، ومن ثم انتقل إلى قناة «الإخبارية»، قبل أن ينضم إلى فريق قناة «العربية»، وهناك توهج. وخلال ظهوره الأخير، فاجأ معدو النشرة مدخلي قبيل نهايتها بلقطات له وهو يغني خلف الكواليس، بينما يظهر على الشاشة مدخلي وهو يمسح دموعه ممهوراً بتعليق «خالد مدخلي في 3 سنوات.. مقدم على الهواء ومغنٍ في الكواليس». تلاها ظهور مدخلي مودعاً مشاهديه وهو يحبس دمعاته في نهاية النشرة، وهو يقول: «هذه كانت آخر نشرة أقدمها لكم عبر شاشة الرابعة من هذا المكان، شكراً للعربية، شكراً لكم أنتم على تفاعلكم وعلى كل اللحظات الجميلة وكرم متابعتكم، أستودعكم الله، والسلام عليكم».