إن تعرّض السيارة لأشعة الشمس قد يرفع درجة الحرارة داخلها إلى أرقام عالية قد تتخطى 50 درجة مئوية ما يشكل خطراً على السائق ومن معه. وعندما تكون درجة السخونة داخل السيارة مرتفعة، فإن الجسم يبذل أقصى ما لديه للحفاظ على برودته من خلال آليات مختلفة، أبرزها عملية التعرق، وإذا كان الأخير شديداً فإن السائق قد يصاب بإجهاد الحر فيعاني من الضعف والدوار وقلة التركيز ويصبح أكثر عصبية، ما يزيد من خطر التعرض للحوادث. وفي حال وجدت عوامل أخرى، مثل أمراض القلب وسوء التغذية والداء السكري وقلة النوم، فإن أخطار الإصابة بإجهاد الحر تزداد في شكل ملحوظ. يحاول الجسم خفض حرارته المرتفعة بآليات مختلفة من أجل الحفاظ على درجة حرارته الطبيعية، وإذا ما فشل في مهمته هذه، فإن الحرارة تتراكم في الجسم لتقفز فوق 40 درجة مئوية ما يشكل تهديداً للحياة. ويعاني المصاب من عدد من العوارض، مثل الصداع والدوخة والتسرّع في النبض والاضطرابات على صعيد التنفس وضغط الدم، لينتهي الأمر إلى الإعياء الشديد وربما الإغماء والتشنجات العضلية. إن تعريض السيارة لأشعة الشمس المباشرة لمدة دقيقة واحدة فقط يرفع درجة حرارة الجو داخلها إلى الضعف، وكلما زادت مدة التعرّض للشمس زادت درجة الحرارة داخل المركبة، وإذا كان الفارق كبيراً بين درجة حرارة الجو الخارجي ودرجة الحرارة داخل السيارة، فإن مشكلات تظهر على صعيد الدورة الدموية بمجرد الخروج من السيارة، خصوصاً عند كبار السن. على السائق أن يتقيد ببعض النصائح للوقاية من ضربة الحر، ومن أهمها شرب السوائل لتفادي الجفاف، وركن السيارة في الأماكن الظليلة في حال عدم استعمالها، وضبط مروحة السيارة ومكيفها وفق الحاجة للحفاظ على نسبة أوكسجين جيدة داخل السيارة وكي تكون درجة الحرارة في السيارة تتراوح بي 20 و25 درجة.