مع دخول فصل الصيف تتعامد أشعة الشمس مع الأرض فتزيد درجة الحرارة إلى مستويات قد لا تستطيع أجسامنا التكيف معها عند التعرض إلى درجة حرارة عالية سواء في الظل ضمن بيئة حارة ضيقة ومغلقة وعديمة التهوية أو بالتعرض المباشر لأشعة الشمس. يجب توخي الحذر وعدم الوقوف أو التعرض للشمس لفترات طويلة حيث تشكل الوقاية من أشعة الشمس الحارقة تجنب المضاعفات التي قد تنتج بسببها. ففي فصل الصيف تتعامد أشعة الشمس مع الأرض حيث تزيد درجة الحرارة. بعد التعرض والوقوف في وهج الشمس المحرقة لساعات طويلة وخاصة في الأماكن المزدحمة ومع زيادة الرطوبة النسبية يتأثر جسم الإنسان وخاصة بشرته وجلده الذي هو أكبر وأكثر أجزاء الجسم تأثرًا بأضرار الشمس وحرارتها. ويترتب على ذلك فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم بسبب التبخر والعرق بالإضافة إلى بخار الماء الخارج من زفير الهواء أثناء التنفس. كل ذلك يؤدي إلى نقص حجم الدم فى الأوعية الدموية ويتضاعف هذا النقصان في كمية الدم باتساع وتمدد الشرايين في الجلد وماتحته بسبب زيادة الحرارة فيحدث هبوط في ضغط الدم وفقدان السوائل والأملاح وخاصة إذا حدث ذلك في فترة وجيزة.. ضربة الشمس تتمثل في عدم قدرة الجسم على التعامل مع الحرارة. وقد يظهر تأثير ارتفاع درجة حرارة الجو على الجسم على هيئة طفح جلدي حيث تصل خطورتها إلى حدوث حالات الإغماء. الصدمة الحرارية قد تحدث عند تواجدنا في بيئة ضيقة، حارة جدا وعديمة التهوية دون التعرض المباشر لأشعة الشمس ولكن ضربة الشمس تعتبر من أشد أشكال الصدمات الحرارية تصل فيها حرارة الجسم 41.1 درجة مئوية (106 فهرنهايت) في حين يطال تأثيرها الجهاز العصبي المركزي. يوجد شكلان من الضربات الشمسية. الأول ضربات الشمس المتعلقة بالإجهاد ويحدث عادة مع الشباب الذين يمارسون النشاط البدني والرياضة الشاقة لفترة طويلة من الزمن في جو حار. النوع الثاني غير المتعلق بالإجهاد وهو أكثر شيوعا عند المسنين والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، والأطفال. ضربة الشمس قد ترتبط بارتفاع خطورة الحالة عند تأخر العلاج. بعض الممارسات الخاطئة ترك الأطفال بمفردهم داخل السيارة تحت أشعة الشمس عند توقفها ولو لفترة بسيطة فإضافة للمخاطر العامة فهم عرضة للصدمة الحرارية في حال انعدام التهوية بسبب عبث الأطفال وانغلاق النوافذ أو جهاز التكييف. يعمل الجسم على تنظيم درجة حرارته الداخلية والتكيف مع درجة حرارة الجو بعدة طرق بحيث يحافظ على اكتساب وفقد الحرارة بالرغم من التفاوت الكبير الذي يحدث في درجة حرارة الجو الخارجي والذي يعمل على تغيير طبيعة بروتينات الجسم والتأثير على تفاعلاته مما قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات الشديدة لا سمح الله ولكن من فضل الله أنه حتى عندما تصل درجة حرارة الجسم إلى 46 درجة مئوية فإنه يمكن إنعاش الشخص ومعالجة انهيار وظيفة الأعضاء بشكل كامل علما بأن درجة حرارة الجسم الطبيعية هي 37 درجة مئوية. هناك مجموعة آليات تعمل على التحكم في درجة تأثر الجسم بالحرارة الخارجية فالجسم واستجابة لارتفاع درجة حرارة الجو الخارجية يقوم بإفراز العرق ولكن في المقابل فإن مستوى الرطوبة في الجو قد تمنع التبخر حيث لا يحدث تبخر الحرارة عندما تبلغ مستوى الرطوبة 75%. من ناحية أخرى فإن ارتفاع درجة حرارة الجو تعمل على توسع الأوعية الدموية والذي يسمح بتبخر الحرارة من الجسم ولكن تلك الآلية قد تحفز تدفق الدم إلى الأجزاء الطرفية والسطحية من الجسم وترك الأعضاء الحيوية في الجسم كالمخ والكليتين وغيرها وفي حالة الأطفال والمسنين فإن تلك الآلية تعمل على الحفاظ على درجة حرارة الجسم والمقدرة على التحكم في ذلك يكون ضعيفا لذا فإن أكثر من يتأثر بالضربات الحرارية هم الأطفال والمسنون والمرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك المرضى الذين يتناولون الأدوية التي تتداخل مع التعرق فهم أيضا عرضة لمخاطر الإصابة بضربة الشمس. ضربة الشمس أمر شائع في المناخات المدارية. تلك الحالات تظهر بصورة متزايدة في البلدان التي تعاني من ارتفاعات مفاجئة في درجات الحرارة.. في عام 1998 م حدثت واحدة من أسوأ موجات الحر في الهند خلال 50 عاما أسفرت عن وفاة أكثر من 2600 في 10 أسابيع.. معدل الوفيات في الحالات الشديدة وخاصة عند عدم البدء في العلاج بشكل مبكر وتعويض الجسم بالسوائل والأملاح المناسبة قد يصل إلى 80%، ومع ذلك فإن التشخيص المبكر والعلاج الفوري يمكن أن يخفض معدل الوفيات إلى 10% بين المسنين، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة والأطفال. يبلغ معدل الوفيات السنوي بسبب الظروف البيئية عند الرجال أكثر بالضعف منه عند النساء. يبقى تأثر الرضع والأطفال وكبار السن بضربة شمس أكبر من الشباب والبالغين الأصحاء. تأثر العلامات الحيوية * النبض: يحدث تسارع في ضربات القلب بمعدلات تتجاوز 130 نبضة في الدقيقة. * ضغط الدم: الشائع أن يبقى ضغط الدم طبيعيا في الحالات البسيطة وقد ينخفض نسبة إلى توسع الأوعية الدموية الطرفية والتي يتدفق إليها الدم تلقائيا لزيادة مساحة التبخير وخفض درجة الحرارة. * درجة الحرارة: عادة في حالات ضربات الشمس تتعدى 41 درجة مئوية ولكن مع التبريد وإعطاء السوائل تنخفض درجة الحرارة سريعا لأقل من ذلك بكثير.. هبوط ضغط الدم قد يكون ناجما عن تلف عضلة القلب والأوعية الدموية كما قد يكون مؤشرا على انهيار جهاز الدوران في الجسم. * الجهاز العصبي المركزي: أعراض ضربة الشمس قد تظهر على الجهاز العصبي على هيئة عدة أعراض وعلامات مرضية متفاوتة تتراوح بين التهيج وحالات الإغماء. كما قد يبدأ المريض بالهذيان، والارتباك، والتشنجات، وتلعثم أو صعوبة التكلم، وغيرها. حالات الإغماء تحدث إما بسبب فقد السوائل والأملاح الضرورية للجسم أو نقص مستوى السكر في الدم أو بسبب فشل بعض الأعضاء. أمراض القلب والأوعية الدموية الإجهاد الحراري يضع عبئا هائلا على القلب. فالمرضى الذين يعانون من اختلال وظيفي في عضلة القلب قد لا يتكيفون مع أعراض ضربة الشمس لفترات طويلة. * الرئتان المرضى المصابون بضربة شمس معرضون إلى سرعة التنفس كاستجابة مبدئية لنقص الأوكسجين الذي يصل الأنسجة. * الكبد تتأثر الكبد ويظهر ذلك على هيئة يرقان وارتفاع في أنزيمات الكبد كما أنه قد يحدث فشل في عمل الكبد في بعض الحالات النادرة. * الكلى الفشل الكلوي متوقع في بعض الحالات خاصة تلك التي لم تسعف عاجلا نتيجة قلة تدفق الدم للكليتين. * الوقاية والعلاج من المهم عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة خاصة في وقت الذروة والإكثار من شرب السوائل للتعويض عما يفقده الجسم من خلال التعرق. نتيجة العلاج تعتمد على التوقيت العاجل للمعالجة لتبريد الجسم وامداده بالسوائل والأملاح المعدنية ومعالجة القصور القلبي الرئوي. كما يجب عدم ترك الأطفال في أماكن حارة عديمة التهوية. تركهم بمفردهم يعرضهم لمخاطر عالية