قد يخرج الدم مع السعال (تقشّع الدم) إما لوحده وإما يترافق مع المخاط، وغالباً ما يكون لونه إما أحمر فاقعاً وإما قرميدياً أو وردياً وذلك وفق كمية المخاط والفقاعات الهوائية الآتية معه من الرئتين. وأول ما يتبادر إلى الذهن في السعال المدمى هو السرطان، لكن الأخير ليس السبب الوحيد لخروج الدم مع السعال، بل هناك أسباب محتملة، أهمها السعال العنيف، والتهاب الرئة، والتهاب القصبات الهوائية، وتوسّع القصبات، وسرطان الرئة، وداء السل، والرضوض القوية على الصدر، وانسداد الشريان الرئوي، وداء التليف الكيسي، ودخول جسم غريب إلى الجهاز التنفسي، ووذمة (تورم) الرئة، وسرطان الحنجرة، ووجود مشكلة في الصمام التاجي للقلب، والتهاب الشرايين العقدي، والجلطة الرئوية. وتعتبر التهابات الصدر وتوسع القصبات من أكثر المسببات لخروج الدم مع السعال. ويترافق خروج الدم مع السعال مع عوارض أخرى تبعاً للسبب المؤدي له. ومن المهم جداً التمييز بين الدم الذي قد يكون مصدره الجهاز التنفسي عن الدم الذي يمكن أن يكون مصدره الجهاز الهضمي. وإذا ترافق السعال مع خروج كميات كبيرة من الدم فعلى المصاب أن يتوجه فوراً إلى المستشفى للكشف الطبي وعمل الفحوص اللازمة من أجل تحديد السبب وعلاجه. إن خروج الدم مع السعال عارض خطير، بغض النظر عن كمية الدم التي يلاحظها المصاب، ومن الضروري جداً مراجعة الطبيب للكشف عن ملابساته والتمييز بينه وبين التقيؤ الدموي والرعاف، فالاستقصاءات الطبية في هذه الحال ضرورية، خصوصاً لجهة استبعاد الأسباب الخطيرة، كالسرطان والجلطة الرئوية وداء السل. ويمكن من خلال إجراء سلسلة منطقية من الفحوص الشعاعية والمخبرية التوصل إلى السبب الحقيقي وعلاجه، لكن تبقى هناك حالات لا يمكن التوصل إلى سببها، وهي نادرة.