على رغم أن رئيس الحكومة المصرية المكلف عصام شرف يحظى بثقة المعارضة، إذ كان على رأس لائحة المرشحين التي قدمتها مجموعة من الشباب إلى المجلس العسكري الحاكم خلال لقاء عقد قبل أيام، فإن المهمة الملقاة على عاتقه لا تبدو سهلة، خصوصاً في ظل الانفلات الأمني. وشرف أكاديمي ووزير سابق للنقل حصد عدداً كبيراً من الجوائز المحلية والدولية في مجال الهندسة المدنية. وجاء تكليفه بتشكيل حكومة جديدة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس، بعد استقالة الفريق أحمد شفيق تحت وطأة ضغوط المحتجين. وسيكون على رأس الملفات الملقاة على عاتق الحكومة الجديدة إعادة الأمن إلى البلاد، إضافة إلى تنشيط الأداء الاقتصادي، وعودة الحركة في المنشآت والمصالح الحكومية إلى طبيعتها بعد شلل استمر أكثر من شهر. وكان رئيس الوزراء الجديد نزل إلى ميدان التحرير في غمرة التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس السابق حسني مبارك، على رأس تظاهرة لأساتذة جامعيين مؤيدين للثورة، عقب «معركة الجمال» التي راح ضحيتها 11 شخصاً وجرح المئات حين اقتحم موالون لمبارك الميدان على ظهور الجمال والخيول وهاجموا المتظاهرين بالسيوف والرصاص وكرات النار. الطريف أن بعض الناشطين روج دعوات على موقع «فايسبوك» لمطالبة شرف بأن يؤدي اليمين أمام المحتجين في ميدان التحرير. ويحظى شرف، وهو أستاذ في كلية الهندسة في جامعة القاهرة، بتقدير واسع على المستوى العلمي داخلياً وخارجياً، إذ حصد الكثير من الجوائز والتكريمات، منها جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية في 1987 و1997، وجائزة الهيئات والأفراد من أكاديمية البحث العلمي في 1987، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى في 1995، كما أنه عضو في الكثير من الجمعيات العلمية والهندسية الدولية. وحصل شرف على شهادة الماجستير والدكتوراه من جامعة بوردو الأميركية في ثمانينات القرن الماضي في اختصاص هندسة وإدارة الطرق. ويعتبر من الخبراء العرب والدوليين في مجال النقل، وله أبحاث في هذا المجال قاربت 160 بحثاً. وشارك في تأسيس جمعية «عصر العلم» التي يشارك في عضويتها العالم المصري الدكتور أحمد زويل والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي. وتولى شرف وزارة النقل في الحكومة الأولى لأحمد نظيف في عام 2004 قبل أن يخرج منها في العام التالي احتجاجاً على «غياب الإرادة السياسية لحل مشاكل النقل والمواصلات» في أعقاب حادث تحطم قطار. وعاد إثر استقالته إلى موقعه الأكاديمي، كما تولى رئاسة لجنة تسيير شؤون نقابة المهندسين، قبل أن يساند المطالبات بإنهاء الحراسة القضائية عليها. وخلال الفترة التي شغل فيها منصب وزير النقل، عمل شرف على تخفيض أسعار القطارات المميزة، وتطور هيئة السكك الحديد في شكل كبير، كما طور الموانئ البحرية، وكانت لديه خطة لتحسين أوضاع النقل النهري، لكن حملته ضد فساد عبارات نقل الركاب التي يملكها رجل الأعمال ممدوح إسماعيل المقرب من شخصيات متنفذة، ساهمت في إطاحته، قبل أن يفر إسماعيل من البلاد إثر غرق أكثر من ألف شخص على متن إحدى عباراته.