يحقّق نائبان ديموقراطيان في احتمال ترويج الجنرال المتقاعد مايكل فلين سراً لمشروع أميركي- روسي لتشييد عشرات المفاعلات النووية في الشرق الأوسط، بعدما بات أول مستشار للأمن القومي للرئيس دونالد ترامب. وكشف النائبان إليوت إنغل وإيليا كامينغز عن التحقيق في رسالة وجّهاها إلى محامي فلين وإلى المديرين التنفيذيين للشركات التي وضعت خطة تشييد المفاعلات، وعملت لمصلحتها شركة فلين الاستشارية التي حُلّت. ووَرَدَ في الرسالة: «يستحق الشعب الأميركي أن يعرف هل روّج الجنرال فلين سراً للمصالح الخاصة لهذه الشركات، حين كان مستشاراً لحملة (ترامب) ومسؤولاً انتقالياً ومستشاراً للأمن القومي للرئيس ترامب». وطلبا من محامي فلين ومديري الشركات المشاركة في المشروع، تقديم «كل الاتصالات» التي أجروها مع فلين أو أي مسؤول آخر في الإدارة الأميركية، خلال الحملة الانتخابية عام 2016 والمرحلة الانتقالية بعد الاقتراع وخلال تولّي الجنرال السابق منصب مستشار الأمن القومي، بحلول الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وكان المشروع يستهدف تشييد 40 مفاعلاً نووياً في الشرق الأوسط، لكي تغذّي شبكة كهرباء إقليمية. ويستند المشروع الى تشييد مفاعلات لا يمكن استخدامها لصنع وقود أو أسلحة نووية. وفلين شخصية محورية في تحقيق اتحادي يقوده المستشار الخاص روبرت مولر، في مزاعم عن «تدخل» موسكو في انتخابات الرئاسة الأميركية و «تواطؤ» مساعدين لترامب معها. وأقال ترامب فلين بعد فترة وجيزة على تنصيبه، إثر إقراره بحجبه عن نائب الرئيس مايك بنس معلومات عن اتصالاته بالروس. في السياق ذاته، طلبت وزارة العدل الأميركية من شبكة «روسيا اليوم» تسجيل عملياتها في الولاياتالمتحدة تحت بند «وكيل أجنبي»، وهو قانون مُوجّه لجماعات الضغط والمحامين الذين يمثلون مصالح سياسية أجنبية. وقالت ناطقة باسم الشبكة ان «آر تي تتشاور مع محاميها وتدرس الطلب»، لكن رئيسة تحرير الشبكة مارغريتا سيمونيان رأت في الأمر جزءاً من «حرب» أميركية ضد وسائل الإعلام الروسية، وزادت: «الحرب التي تشنّها المؤسسة الأميركية ضد صحافيينا مهداة الى كل المثاليين الذين ما زالوا يؤمنون بحرية التعبير. مُخترعو حرية التعبير دفنوها». وباتت «روسيا اليوم» (مقرّها موسكو) محوراً للتحقيق في «التدخل» الروسي في الانتخابات الأميركية، لا سيّما بسبب علاقاتها مع فلين، اذ تلقّى حين كان رئيساً لاستخبارات الدفاع عشرات الآلاف من الدولارات أواخر العام 2015، لحضور احتفال لمناسبة ذكرى تأسيس «روسيا اليوم»، وجلس خلاله الى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الى ذلك، أعلن موقع «فايسبوك» أن إعلانات اشتراها الروس على الموقع العام الماضي، روّجت لمناسبات خلال حملة الانتخابات الأميركية، ما يشير إلى أن التدخل المزعوم لموسكو تجاوز مواقع التواصل الاجتماعي. في غضون ذلك، أصدر الكونغرس الأميركي قراراً يحضّ ترامب على إدانة جماعات الكراهية وانتشار متنامٍ لمتطرفين يدعمون معاداة السامية وتفوّق العرق الأبيض. يأتي ذلك بعد انتقادات لتعامل الرئيس مع عنف شهدته مسيرة للقوميين البيض في ولاية فيرجينيا الشهر الماضي.