تشيّد السلطات الاسترالية سوراً حديدياً حول مقرّ البرلمان الفيدرالي في العاصمة كانبيرا، فيما تتصاعد مخاوف من عمليات ارهابية محتملة. والسور الذي يرتفع 2.6 متر، هو جزء من تدابير أمنية مشددة تُتخذ في البرلمان ومحيطه، تكبّد الخزينة 126 مليون دولار وتشمل تشديد الحراسة وتركيب مزيد من الكاميرات في حرم البرلمان. وكان مجلسا النواب والشيوخ وافقا قبل اشهر على هذه التدابير الأمنية، بعدما تسلّق ناشطان سياسيان مبنى البرلمان لوضع لافتة على سطحه، احتجاجاً على سياسة اعتقال طالبي اللجوء في مانوس ونورو. وأثار تشييد السور ردود فعل شاجبة، اذ سيشوّه المنظر العام للبرلمان، واعتبره صحافيون معتمدون في البرلمان مرعباً وبشعاً. تزامن ذلك مع تقارير إعلامية أفادت بأن «قوة حماية الحدود منعت خلال الشهرين الماضيين 17 شخصاً من مغادرة البلاد، عبر مطاراتها الدولية، للاشتباه بتورطهم بالإرهاب». ولم يُعرف هل كان هؤلاء يعتزمون الانضمام إلى تنظيم «داعش» أو جماعات متطرفة أخرى في الشرق الأوسط، أو إلى مسلحي التنظيم في جنوب الفيليبين. واعربت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب عن «قلق من الموجة الجديدة وسعي استراليين الى الالتحاق بداعش»، لافتة الى أن أكثر ما يقلق السلطات هو عودة هؤلاء إلى بلادهم أو إلى بلدان مجاورة، بعد مشاركتهم في القتال. وتخوّفت من تنامي نفوذ «داعش» في دول جنوب شرقي آسيا. وتستبعد أجهزة الاستخبارات الأسترالية انخراط أيّ أسترالي في صفوف تنظيمات متطرفة في مدينة ماراوي الفيليبينية، علماً أن أكثر من 200 التحقوا بجماعات متشددة في سورية والعراق، غادر بعضهم المنطقة أو عادوا إلى أستراليا، وهم تحت المراقبة، فيما قُتل الآخرون. وما زال حوالى مئة منهم في سورية والعراق. في السياق ذاته، أعلنت وزارة العدل الهولندية تجريد 4 اشخاص من الجنسية الهولندية، بعدما اتهمتهم الحكومة بالسفر الى مناطق نزاعات للانضمام الى تنظيمات متطرفة. الى ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب إحباط 12 محاولة هجوم اعتداء في بلاده منذ مطلع السنة، بينها مخطط لهجوم في ايار (مايو) الماضي على مدرسة تدريب للقوات الجوية في مدينة سالون دي بروفينس، ولجهمات على «ثكنات ومركز شرطة ومتجر مع احتجاز رهائن» في كانون الثاني (يناير) الماضي. وقال أمام لجنة برلمانية تدرس اقتراحات حكومية لقوانين جديدة لمكافحة الارهاب: «التهديد يبقى قوياً. نرى اننا نتجه من (مواجهة) تهديد خارجي لتهديد داخلي، ويجب أن نكون قادرين على التكيّف مع تطوّر هذا التهديد». وفنّد رئيس الوزراء البوسني دينيس زفيزديتش تصريحات للرئيس التشيخي ميلوس زيمان، حذرت من خطر اتخاذ «داعش» من البوسنة قاعدة أوروبية لها، متحدثاً عن «رفرفة رايات داعش في بلدات». وقال زفيزديتش إن هذه المزاعم بلا أساس ودوافعها سياسية وقد تؤذي البوسنة بوصفها وجهة للاستثمار والسياحة. وأضاف: «رايات داعش لا ترفرف في البوسنة». وتابع أنه خلال السنتين الأخيرتين اللتين وقعت خلالهما هجمات إرهابية في أوروبا «لم يغادر أحد إلى مناطق الحرب في الخارج ولم يقع عندنا أي حادث يمكن أن يُصنف على أنه عمل إرهابي، ونعمل لمنع احتمال وقوع هذه الحوادث». وتفيد أجهزة الأمن البوسنية بانضمام 240 مواطناً الى «داعش» منذ العام 2012، ما زال 116 منهم في صفوفها. وسجنت السلطات 23 بين 44 عادوا إلى البلاد. في غضون ذلك، أخلت السلطات الاسبانية لفترة وجيزة الثلثاء كاتدرائية «ساغرادا فاميليا» ومحال تجارية في برشلونة، بعدما أثارت شاحنة متوقفة قربها مخاوف من ان تكون مفخخة، تبيّن انه مجرد «إنذار كاذب». يأتي ذلك بعد أسابيع على مقتل 16 شخصاً في هجومين في كاتالونيا، تبنّاهما «داعش».