أعلن قائد شرطة مدينة روتردام الهولندية أن مسؤولين أمنيين إسباناً سلموا «معلومات ملموسة» عن خطة أحبطت لتنفيذ اعتداء خلال حفلة موسيقية مقررة لفرقة «ألا لاس» الأميركية للروك في قاعة ماسيللو بالمدينة ليل الأربعاء، والتي ألغيت قبل قليل من موعد فتح الأبواب للجمهور. وأوقفت الشرطة قرب مكان الحفلة التي كان سيحضرها حوالى ألف شخص، إسبانياً قاد «بطريقة مريبة» شاحنة فان صغيرة تحمل لوحة إسبانية، وعثرت على أسطوانتي غاز داخلها. ثم اعتقلت رجلاً في ال22 من العمر يسكن في منزل في منطقة برابانت (جنوب)، في إطار التحقيق في هذا «التهديد الإرهابي». ونقلت وكالة أنباء «يوروبا برس» الإسبانية عن مصادر في قوة مكافحة الإرهاب قولها، إن «الإسباني الذي اعتقل في روتردام لا صلة له بالمتشددين أو بعمليتي الدهس في مدينة برشلونة ومنتجع كامبريلس الأسبوع الماضي واللتين حصدتا 13 قتيلاً، وإن أسطوانتي الغاز داخل الفان كانتا للاستخدام المنزلي». أما الشرطة الهولندية فأعلنت أنها تواصل استجواب المواطن الموقوف من أجل تحديد هويته، فيما أعلن مكتب المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب إن مستوى التهديد في هولندا «لم يتغير، وما زال عند مستوى كبير منذ عام 2013»، علماً أن البلاد لم تشهد أي هجوم إرهابي من سلسلة اعتداءات تضرب دولاً أوروبية محاذية لها في السنوات السابقة. لكن المنسّق الوطني لمكافحة الإرهاب ديك شوف حذر في أيار (مايو) 2016 من أن «مستوى التهديد الإرهابي كبير في هولندا، ما يعني أنّ حدوث هجوم إرهابي في البلاد خطر حقيقي قد يحدث». وتعرض مطار سخيبول خارج العاصمة أمستردام، الذي يعد أحد أكثر المطارات حركة واكتظاظاً في أوروبا، لعملية إخلاء في نيسان (أبريل) 2016، حين أثار شخص مخمور ومتشرّد مخاوف أمنية، وذلك بعد أسابيع على هجمات استهدفت المترو والمطار في بروكسيل في 22 آذار (مارس). وبعد أيام على اعتداءات إسبانيا، تواصل الشرطة التحقيق في تشعبات دولية ممكنة للخلية، خصوصاً في ظل تنقل عدد من أعضائها ال12 في الخارج، لا سيما في فرنسا وبلجيكا، علماً أن الشرطة الإسبانية تؤكد أن الخلية أعدت لاعتداء أوسع بدليل ضبط 120 قارورة غاز وآثار مواد تستخدم في إنتاج «بيروكسيد الأسيتون» (تي أي تي بي) المتفجرات المفضلة لدى تنظيم «داعش» تحت أنقاض منزل في ألكانار جنوببرشلونة. وفيما أبلغ المشبوه محمد حولي شملال (21 سنة) قاضي محكمة مدريد التي مثل أمامها مع 3 مشبوهين آخرين، أن المجموعة خططت «لهجوم أوسع بكثير يستهدف معالم رئيسية باستخدام قنابل»، شددت سلطات برشلونة إجراءات الأمن في الأماكن السياحية الرئيسية بينها كاتدرائية سانغرادا فاميليا، وحول أماكن الفاعليات الكبيرة. وعرّفت الشرطة هوية القتيل الثاني تحت أنقاض منزل ألكانار بأنه يوسف علاء الذي قتل مع عبد الباقي الساتي إمام المسجد الذي يعتقد بأنه شكل الخلية الإرهابية، ودفع أعضاءها إلى اعتناق الفكر المتطرف وتنفيذ اعتداءات. ويوسف علاء هو شقيق سعيد الذي قتلته الشرطة في كامبريلس ومحمد الذي استمع إليه القاضي الثلثاء، وقرر إطلاقه مع إبقائه تحت الرقابة. إلى ذلك، أكد القضاء الإسباني أن الإمام عبد الباقي الساتي كاد أن يُطرد من إسبانيا بعدما نفذ عقوبة سجن لإدانته في قضية مخدرات قبل سنة. لكن قاضياً قدّر عام 2015 أنه لا يشكل «تهديداً حقيقياً». وتعتقد السلطات بأن أفراد خلية برشلونة لم يقرروا استخدام سيارات لدهس مارة إلا بعد مقتل الإمام في انفجار عرضي لمخبرهم عشية هجوم برشلونة. ورجح خبراء تشكيل الخلية حول «المعلّم» الإمام الساتي، باعتباره «شخصاً محورياً يجمع الكل حوله، ويقدم إجابات تنسجم مع الفكر السلفي لشبان ربما يشعرون بضياع ويفتقدون إحساس الانتماء، في أسلوب يعود إلى ما بين 15 و20 سنة». ويُرجح أن الساتي عاش بشخصيتين مختلفتين بين أهالي بلدة ريبول الصغيرة حيث مكث مع غالبية المشبوهين. وقال ألبرتو بوينو من «المرصد الدولي للدراسات حول الإرهاب»: «كان الساتي يظهر وجهاً حين يؤم المصلين في ريبول، ووجهاً آخر عند تجنيد الشبان وتشريبهم الفكر المتطرف». وما يزيد من ترابط الخلية، بحسب بوينو، حقيقة أنها تضم إخوة من أربع عائلات، علماً أن مجموعات تضم أقارب شوهدت أيضاً بين منفذي اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وتفجيرات قطارات مدريد في 2004. وقال رودييه، الضابط السابق في الاستخبارات الفرنسية، إن الخبراء الإسبان كانوا يدركون بأن المجموعات التي تضم أفراداً من عائلة واحدة تكون متراصة «لأنك لن تخون شقيقك، كما أن الروابط الأسرية تسهّل عملية غرس العقيدة». وقال بوينو إن «المجموعة تحاشت شبكات التوصل الاجتماعي على الإنترنت ولم تستخدم هواتف خليوية، في وقت كانت شرطة مكافحة الإرهاب تمشط الإنترنت بحثاَ عن بوادر تشدد بين مستخدمي الشبكة». في سويسرا، اتهم الادعاء العام مواطنة في ال30 من العمر من منطقة زوريخ بمحاولة الالتحاق بصفوف متشددين في سورية. وقال إنها سافرت مع طفل في الرابعة من العمر بطريقة غير شرعية في كانون الأول (ديسمبر) من مصر إلى اليونان بنية الانتقال بعدها إلى سورية عبر تركيا للانضمام إلى «داعش». ومنعت السلطات اليونانية المرأة من السفر من أراضيها إلى وجهتها التالية، ثم اعتقلت في مطار زوريخ في كانون الثاني (يناير) 2016.