ارتفعت أسعار النفط أمس بعدما أكدت «وكالة الطاقة الدولية» أن فائض المعروض النفطي العالمي بدأ في الانخفاض بفعل قوة الطلب العالمي وانخفاض إنتاج «أوبك» ومنتجين خارجها، لكن تقارير عن ارتفاع مخزون النفط الأميركي حدت من المكاسب التي حققتها الأسعار. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.2 في المئة، إلى 48.34 دولار للبرميل. وصعد خام القياس العالمي مزيج «برنت» 0.2 في المئة، إلى 54.40 دولار للبرميل. وأكدت «وكالة الطاقة الدولية» التي تنسق سياسات الطاقة في الدول الصناعية في تقريرها الشهري أن «التوقعات تشير إلى أن الأسواق تتحسن وأن الأسعار سترتفع ولكن بوتيرة محدودة جداً»، مضيفة أن «نمو الطلب يظل أقوى من التوقعات، وخصوصاً في أوروبا والولاياتالمتحدة»، ورفعت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذه السنة إلى 1.6 مليون برميل يومياً من 1.5 مليون برميل يومياً. ويتماشى التقويم مع ما أكده تقرير نشرته «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) أول من أمس، رفعت فيه توقعاتها للطلب على نفطها في 2018، وأشارت إلى بوادر تقلص الفجوة بين العرض والطلب في السوق العالمية. وأكدت الوكالة أن «المخزون التجاري بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لم يتغير في تموز (يوليو) ليستقر عند 3.016 بليون برميل، في حين كان يرتفع في العادة»، مضيفة أن «مخزون المنتجات في المنظمة بلغ 35 مليون برميل فقط فوق متوسط خمس سنوات بنهاية تموز». وأشارت إلى أنها «قد تنخفض قريباً جداً إلى مستوى الخمس سنوات أو حتى دون ذلك استناداً إلى وتيرة تعافي قطاع التكرير الأميركي بعد هارفي». كما لفتت إلى انحسار أثر «هارفي» على أسواق النفط الأميركية، مرجحة أن «يكون أثره على الأسواق العالمية قصير الأمد نسبياً، لكن من المحتمل أن يساهم في استعادة المخزون توازنه بوتيرة أسرع». وعدلت الوكالة توقعاتها لإنتاج المصافي عالمياً في الربع الثالث من السنة بالخفض بواقع 0.7 مليون برميل يومياً بسبب الإعصار. وأضافت أن «في الأمد الأطول، قد تعزز الولاياتالمتحدة أمن الطاقة لديها تحسباً لأي أحداث على غرار هارفي». إلى ذلك، قال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق إن «أوبك قد تعقد اجتماعاً استثنائياً في منتصف آذار (مارس) إذا لم تتوصل إلى قرار بشأن تمديد خفوضات إنتاج النفط حين تجتمع في تشرين الثاني (نوفمبر)». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنزويلي ايولوخيو ديل بينو في الكويت، أن «الاجتماع الذي ستعقده اللجنة الوزارية لمراقبة التزام الدول باتفاق خفض الانتاج في فيينا الأسبوع المقبل، سيتم خلاله استعراض البيانات الخاصة بالتزام الدول بخفض الانتاج في شهر آب (أغسطس) الماضي»، مبيناً أنه «سيتم التشديد على الدول التي لم تلتزم في شكل كامل بضرورة تنفيذ الاتفاق والالتزام به». وأكد أن «هذا الاجتماع ليس معنياً باتخاذ قرارات بشأن تمديد الاتفاق أو حتى إصدار توصية بذلك»، مؤكداً أن «درس تمديد الاتفاق ام لا يتم بطلب من الدول الموقعة على الاتفاق، وحتى الآن لم يتم الطلب من اللجنة الوزارية درسه». وفي رده على سؤال بشأن إمكان انضمام دول مثل نيجيريا وليبيا للاتفاق، قال الوزير الكويتي إن «الاتفاق تم مع الدولتين على أنهما ستخفضان إمداداتهما إذا وصلتا إلى مستوى معين من الإنتاج، واستمرتا عند هذا السقف لمدة شهرين»، معرباً عن تطلع بلده لانضمام الدول الأخرى المنتجة للنفط إلى اتفاق خفض الإنتاج». وأكد وزير النفط الفنزويلي الذي يقوم بجولة في عدد من الدول المؤثرة في إنتاج النفط العالمي، أنه «بحث مع الجانبين السعودي والكويتي خيارات تمديد اتفاق خفض الإنتاج وكذلك الخيارات الأخرى». وأضاف: «إننا منفتحون على جميع الخيارات» في ما يتعلق باتفاق خفض الإنتاج». وأشار ديل بينو إلى أن تفاعل أسعار النفط مع بدء تطبيق الاتفاق كان من المتوقع أن يكون «أفضل»، وأن «ترتفع الأسعار عشرة دولارات عن المستوى الحالي، لكن هذا لم يحدث لأسباب عدة»، مؤكداً «ضرورة أن تستمر الاستثمارات في الصناعة النفطية حتى يتم تطويرها». وقال إنه «سيتوجه اليوم إلى طهران لعقد محادثات مع نظيره الإيراني»، موضحاً أنها «تشمل تقويم وضع أسواق النفط واتفاق خفض الإنتاج إضافة إلى المواضيع المشتركة بين البلدين». في سياق منفصل، أكدت مصادر تجارية أن «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) ستبيع مليوني برميل من خام البصرة الثقيل للتحميل في تشرين الثاني (نوفمبر) من خلال عرض في بورصة دبي للطاقة في 19 أيلول (سبتمبر). كما ستطرح مليوني برميل من خام البصرة الخفيف للتحميل في تشرين الثاني من خلال بورصة دبي للطاقة في 20 أيلول. إلى ذلك، أكد ناطق باسم «رويال داتش شل» أن الشركة تخوض عملية بيع حصتها البالغة 20 في المئة في حقل غرب «القرنة1» النفطي بالعراق، وأعادت تسليم العمليات في مشروع «مجنون» النفطي إلى الحكومة العراقية، وستركز جهودها على تطوير وتنمية «شركة غاز البصرة». في سياق منفصل، أكد العضو المنتدب لشركة «روبانتاريتا براكريتيك غاس» التابعة لشركة «بتروبنغلا» النفطية الحكومية محمد قمر الزمان، أن «بنغلادش ستوقع اتفاقاً مدته 15 سنة مع «راس غاز» القطرية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال اعتباراً من 2018».