أفادت تقارير اعلامية تركية اليوم (الاربعاء) بان السلطات أصدرت أوامر باعتقال 79 موظفاً سابقاً في مدارس على خلفية صلات مزعومة بمحاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي، في غضون ذلك دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان يونكر تركيا الى الافراج عن الصحافيين المسجونين لديها و«الكف عن إهانة القادة الاوروبيين». وقالت قناة «إن تي في» التركية ان الموظفين السابقين يشتبه في انهم استخدموا تطبيق «بايلوك» للرسائل النصية المشفرة والذي تقول الحكومة إن «شبكة رجل الدين فتح الله غولن تستخدمه». وكان المشتبه بهم يعملون في مدارس خاصة ومراكز تعليمية تجهز الطلاب لامتحانات القبول بالجامعات ويدير أنصار غولن الكثير منها. وأقيل حوالى 150 ألف شخص أو صدرت أوامر بإيقافهم عن العمل في القطاعين العام والخاص منذ محاولة الانقلاب ومن بينهم بعض الأشخاص الذين عملوا في مدارس أسسها أنصار لغولن، كما اعتقل أكثر من 50 ألفاً بسبب صلاتهم المزعومة بها. وتتهم أنقرة شبكة غولن بتدبير الانقلاب في تموز (يوليو) 2016، لكن غولن ينفي أي صلة له بالأمر. وأثارت الحملة قلق جماعات حقوقية وحلفاء لتركيا في الغرب يخشون أن تتخذ الحكومة من الانقلاب الفاشل ذريعة لسحق المعارضة، لكن الحكومة تقول إن «شبكة غولن متغلغلة في المؤسسات التركية والجيش والمدارس والقضاء وإنه لا يمكن تحييد الخطر إلا بعملية تطهير واسعة النطاق». ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جان يونكر في خطابه عن حال الاتحاد أمام البرلمان الأوروبي اليوم تركيا الى الافراج عن الصحافيين المسجونين لديها و«الكف عن إهانة القادة الاوروبيين». وقال يونكر: «أوجه اليوم نداء الى المسؤولين في تركيا، أفرجوا عن صحافيينا وكفوا عن إهانة دولنا الأعضاء ورؤساء دولنا وحكوماتنا بوصفهم بالفاشيين والنازيين»، مؤكداً ان «مكان الصحافيين في هيئات التحرير حيث تكون هناك حرية تعبير، وليس في السجون». وأضاف: «اي بلد مرشح للانضمام الى الاتحاد الاوروبي يجب ان يحترم دولة القانون والعدالة والقيم الاساسية. هذا يجعل انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي في مستقبل قريب مستبعداً»، معتبرا ان تركيا «تبتعد بسرعة كبيرة وبخطى عملاقة عن الاتحاد الاوروبي». وتابع: «لدي انطباع في بعض الاحيان بان البعض في تركيا يريدون قطع الجسور ليتهموا الاتحاد الاوروبي لاحقاً بفشل مفاوضات الانضمام». وتفيد جمعية «بي 24» لحرية الصحافة، أن 164 صحافياً يقبعون خلف القضبان في تركيا، معظمهم معتقل بموجب قانون الطوارئ. وطالت حملة القمع صحافيين أجانب أيضاً، إذ تم توقيف الصحافي الألماني التركي دنيز يوغل منذ شباط (فبراير) الماضي والفرنسي لو بورو في نهاية تموز (يوليو) الماضي بتهم «الارتباط بميلشيا كردية تصنفها أنقرة تنظيماً إرهابياً». وتحتل تركيا المرتبة 155 على قائمة تصنيف منظمة «مراسلون بلا حدود» لحرية الصحافة للعام 2017، من بين 180 دولة.