في حياة كل مسؤول سياسي جانب خفي لا يعرفه الكثيرون، خصوصاً لو كان يعود إلى مرحلة الشباب التي دائماً ما تكون مفعمة بالحماسة والانطلاق. الدكتور نزار البحارنة الذي أسند له ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى أخيراً حقيبة الصحة في التعديل الوزاري الجديد، كان وزير الدولة للشؤون الخارجية قبل ذلك، قد لا يعرفه الجيل الجديد من عشاق كرة القدم في السعودية، ولكنه كان ذائع الصيت في ملاعب السعودية في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات. والتحق نزار البحارنة كلاعب في صفوف نادي القادسية في محافظة الخبر في عام 1976، وهو العام ذاته الذي تزامن مع سماح الاتحاد السعودي لكرة القدم للأندية بضم لاعبين أجانب، إذ اشتهر البحارنة بأنه أفضل قلب دفاع في الملاعب السعودية، وكان يتميز بإجادة طريقة اللعب «الإنكليزية»، من خلال تمرير الكرات الطويلة لزملائه اللاعبين بإتقان، إضافة إلى إجادته تسجيل الأهداف من الهجمات المرتدة والضربات الركنية نظراً إلى طول قامته، فضلاً عما كان يتمتع به من الذكاء وقوة الشخصية والقدرة على توجيه وقيادة زملائه في الملعب. وارتبط الدكتور نزار البحارنة بالقادسية على وجه الخصوص، لأن قائمة لاعبي الفريق القدساوي كانت تعتمد على طلاب الجامعة، ما دفع البعض لإطلاق اسم «فريق الجامعيين» على القادسية، وكان حينها البحارنة طالباً في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بصحبة «أبناء الصغير» إبراهيم وأحمد عبدالله ومحمد حجر وخالد شهاب ومحمد صلاح عيد، وأثناء دراسته الماجستير في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كان قائداً لمنتخب الجامعة لكرة القدم، كما كان من أبرز لاعبي جيل الدكتور البحارنة في ذلك الزمن، عبدالله جاسم وناصر عيد (رايلي) وعبدالرحمن سالم وسيف الذوادي وعبدالله الطيب ومحمد زايد ويوسف ياقوت. ويتذكر وزير الصحة البحريني، تلك الفترة الرياضية في حياته، التي وصفها بالمؤثرة جداً في حينها، قائلاً: «كانت مرحلة جميلة عشت خلالها أجمل ذكرياتي، لأنها كانت في فترة الجامعة ومرح الشباب، وفترة لعبي للقادسية كانت ممتعة وأشبعت خلالها موهبتي وعشقي لكرة القدم، ومع بدء خوض السياسة ابتعدت كثيراً عن الرياضة، ولكن هذا لا ينسيني بالطبع إبداعات عدد من زملائي اللاعبين في نادي القادسية، خصوصاً سعود جاسم». وأضاف: «لم أنسَ القادسية، لأن ما يربطني بالفريق خصوصاً والخبر عموماً ليست روابط الجوار والزمالة والصداقة السابقة فقط، بل رابطة القلب للقلب». بينما يقول اللاعب القدساوي السابق يوسف ياقوت عن زميله الدكتور نزار البحارنة: «كان دمث الخلق ولاعباً موهوباً، ويؤدي دوره في قلب الدفاع بإتقان شديد، وكنا نطلق عليه اللاعب السوبر، لقدرته على الدفاع والهجوم معاً، إضافة إلى التحامه بقوة من دون إيذاء أي لاعب منافس، وعشنا سنوات عدة جميلة في الجامعة، وخلال اللعب في صفوف القادسية لم تحدث بيننا مشكلة واحدة، نظراً إلى علاقة المودة والاحترام الكبيرة بيننا التي مازالت ممتدة على رغم ظروف عمل كل منا المختلفة». وقال اللاعب السابق عبدالله جاسم: «كان البحارنة محبوباً من لاعبي القادسية كافة، لأنه كان يجيد فن التواصل الاجتماعي، فلم أره يوماً مختلفاً مع لاعب أو يثير المشكلات، بخلاف موهبته الكبيرة في الملاعب، إذ كان يجبرنا جميعاً على احترامه، وأتابع مشواره السياسي وسعيد بنجاحه لأنه نجاح لكل لاعب قدساوي، وأتمنى أن تجمعنا الظروف قريباً أو أن تتم دعوته لمهرجان رياضي في نادي القادسية». وأضاف: «لم تكن وسائل المواصلات حينها متاحة بشكل ميسّر، لذلك كان يقضي غالبية وقته معنا، ما أكسبه علاقات كبيرة، وكان يسعى للود والصداقات، ما جعله يحظى بتقدير واحترام من الجميع».