مثلت الحوادث الأمنية في ناحية مندلي (شرق ديالى) «الإنذار المبكر» لما قد يحصل من مواجهات محتملة بعد إعلان نتيجة الاستفتاء في إقليم كردستان، وما قد يحدث في المناطق المتنازع عليها. وطوق مسلحون أمس مجلس ناحية مندلي على الحدود العراقية الإيرانية، مطالبين أعضاء المجلس بتقديم استقالاتهم، وذلك بعد أيام من تصويت المجلس على ضم الناحية الى الاستفتاء في الإقليم. وتصنف مندلي ضمن المناطق المختلطة في العراق، وكانت شهدت في الأيام الماضية تظاهرات واعتصامات لعشائر عربية فور تصويت مجلس الناحية الذي يضم غالبية من الأعضاء الأكراد على ضم الناحية الى الاستفتاء الكردي. واتهم أعضاء في الكتلة الكردية في الحكومة المحلية لديالى «عصائب أهل الحق»، أحد فصائل «الحشد الشعبي»، بمحاصرة مجلس الناحية، وهددوا باللجوء الى القضاء. وقال عضو مجلس محافظة ديالى هوشيار إسماعيل أمس، إن «ثمانية أعضاء من مجموع 13 عضواً في المجلس صوتوا تحت ضغط المسلحين لسحب الثقة من رئيس المجلس آزاد حميد وإزاحته من منصبه. وعلى رغم تعهد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في بيان وجهه حول الاستفتاء، بمواجهة «أي فتنة قومية أو دينية (...)، حيث ستتم إعادة بناء أسس قوية لعلاقات تاريخية جديدة بين الشعبين، وسيوضع حد لمن يريد أن يزرع الفتنة ويؤجج الخلافات بينهما»، فإن تحذيرات متصاعدة من تحول المناطق المتنازع عليها، وأهمها كركوك إضافة الى مناطق من سهل نينوى وديالى وصلاح الدين، الى ساحة صراع. ومن المتوقع أن تطلق الحكومة العراقية عملية عسكرية كبيرة لتحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك، بالتزامن مع موعد الاستفتاء الكردي في 25 من الشهر الجاري، في وقت هددت فصائل مسلحة في «الحشد الشعبي» بمنع الاستفتاء في كركوك بالقوة. ورد بارزاني في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالقول إن «في حال سعت أي جماعة إلى تغيير الواقع في كركوك باستخدام القوة، فعليها أن تتوقع أن كل كردي سيكون جاهزاً للقتال للحيلولة دون ذلك». وفي مناطق سهل نينوى لن يكون الأمر مختلفاً، إذ هدد ريان الكلداني وهو الأمين العام لحركة «بابليون» التي تصنف ضمن مجموعات «الحشد الشعبي» أمس، بمنع الاستفتاء في مناطق سهل نينوى. وقال الكلداني إن كتائب «بابليون» لن تسمح بدخول أي صندوق خاص بالاستفتاء، متهماً الحزب «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة بارزاني بأنه يمنع المسيحيين من العودة إلى مناطق سهل نينوى.