قتل وجرح العشرات من ميليشيات الحوثيين في غارات شنها طيران التحالف العربي على تجمعاتهم في منطقة سنحان شرق العاصمة صنعاء (مسقط رأس الرئيس السابق علي عبدالله صالح) في ساعة متقدمة من ليل الجمعة- السبت. فيما حذرت الحكومة اليمنية الميليشيات الانقلابية من التصرف بممتلكات وعقارات الحكومة اليمنية وممتلكات بعثاتها الديبلوماسية في الخارج. وكانت منطقة سنحان شهدت تعزيزات للحوثيين بعشرات الأطقم والآليات العسكرية ومئات المسلحين منذ أيام عدة في إطار إجراءات لمنع علي صالح من اللجوء إليها للاحتماء بقبائلها الموالية له، بالتالي منع أي تحرك قبلي من شرق صنعاء لمساندة علي صالح في حال قرر الحوثيون الانقضاض عليه في العاصمة، حيث يواجه ضغوطاً حوثية غير مسبوقة من أجل الخضوع لقيادة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وتأييد خططها لفرض حالة الطوارئ في صنعاء والمناطق التي تحت سيطرتها ليتسنى لهم ملاحقة أنصار صالح وقيادات حزبه (المؤتمر الشعبي العام). وفي هذا السياق أكدت ل «الحياة» مصادر في صنعاء، أن الحوثيين دفعوا بتعزيزات جديدة أمس إلى منطقة سنحان بعد الخسائر التي مُنوا بها نتيجة غارات التحالف العربي، حتى لا يفقدوا السيطرة على تلك المنطقة ومناطق قبائل طوق صنعاء المؤيدة لعلي صالح، إذ تكتمل خطة محاصرته. وكان طيران التحالف استهدف بعشرات الغارات خلال الأيام الماضية نقاط الحزام الأمني للحوثيين وكبدهم خسائر كبيرة في صفوفهم وآلياتهم ومخازنهم العسكرية. وأكدت مصادر ميدانية في محافظتي صنعاءومأرب ل «الحياة»، أن منطقة نهم شرق صنعاء شهدت أعنف المواجهات بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية، وقالت هذه المصادر أن هذه الجبهة تشهد وصولاً مستمراً لتعزيزات الجيش من محافظة مأرب، إضافةً إلى تكثيف طيران التحالف غاراته على مواقع الانقلابيين، وطلعات المراقبة والاستطلاع لرصد تحركاتهم وتحديد طرق التموين والإمدادات، وفشلت المليشيات حتى الآن في الإفادة من مخزون الأسلحة والذخائر الموجودة في مخازن جبلية في محيط صنعاء في ظل مراقبة التحالف وغاراته عليها. وذكرت المصادر أن قوات الجيش الوطني حققت انتصارات نوعية في جبهة نهم على رغم محاولات الميليشيات استرداد بعض المواقع التي خسرتها. إلى ذلك، قام الحوثيون بإغراق شوارع صنعاء وأحيائها بالشعارات واللافتات العملاقة، وصور قادتهم التي جرى طليها على الجدران وأعمدة الكهرباء المنقطعة عن السكان منذ ثلاث سنوات، وذلك لمناسبة إحيائهم ما يسمى ذكرى «يوم الغدير». وسبق أن أحيوا هذا اليوم قبل سنوات من انقلابهم على السلطة الشرعية، وبعدها تعمدوا الاحتفال في صنعاء في شكل رمزي، لكنهم بدوا هذه المرة وكأنهم يحاولون فرض مشروع «ولاية الفقيه» على المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن، على رغم رفض الغالبية العظمى من اليمنيين بمن فيهم المنتسبون الى المذهب الزيدي تصرفاتهم واستفزازهم مشاعر الشعب اليمني. وباتت شعارات «الولاية» التي رفعها الحوثيون في شوارع صنعاء والمناطق التي تحت سيطرتهم محل تندر اليمنيين وغضبهم كونها ظاهرة دخيلة على اليمن ولم تحدث إلا في زمن الانقلابيين.