تتسع دائرة الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح يوماً بعد آخر حيث انضم عدد من المحافظات إلى حركة الاعتصامات الشبابية والطالبية التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع في العاصمة صنعاء ومحافظتي تعز وعدن، وشرعت مجموعات شبابية وطالبية في تنفيذ اعتصامات مماثلة في محافظات عمران ومأرب وصعدة، في حين يواصل حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم حشد أنصاره ومؤيديه لتظاهرات ومسيرات تطالب بالحوار والأمن والاستقرار وتؤيد مبادرات الرئيس لإنهاء الأزمة الراهنة. ومن المقرر أن تنظم أحزاب المعارضة المنضوية في تحالف «اللقاء المشترك» تظاهرة كبرى في صنعاء اليوم تضامناً مع ضحايا الاحتجاجات في عدن، بالإضافة إلى تنظيم احتجاجات واعتصامات شبابية في كل المحافظات غداً، في وقت أكدت مصادر متطابقة بأن الرئيس يستعد لتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال ساعات. وقالت المصادر إن علي صالح دعا أثناء لقاء أمس جمعه بعدد من العلماء والشخصيات الاجتماعية، المعارضة إلى تسمية ممثليها في هذه الحكومة غير أن أحزاب «المشترك» بادرت إلى إعلان رفضها المشاركة فيها، وقال الناطق باسمها محمد القباطي ان الشارع اليمني توحدت مطالبه برحيل الرئيس وأن أحزاب المشترك تؤيد هذه المطالب، مشيراً إلى أن «الحديث عن حكومة وطنية لن يجدي شيئاً في الوقت الضائع»، ومطالباً الرئيس «بالاستجابة لمطالب الشعب بدلاً من اللجوء إلى المسكنات التي عفا عليها الزمن، وأن يختصر الطريق فيكون رئيساً سابقاً بدلاً من رئيس مخلوع لأن إرادة الشعوب لا تقهر». وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن صالح خاطب العلماء قائلاً « إن الهدف من الدعوة لهذا الاجتماع تدارس الوضع اليمني الخطير، وأنتم كوكبة من العلماء قولوا كلمة الحق للحاكم والمحكوم، فقد قدمنا مبادرة وحزمة من الإصلاحات من طريق ممثلي الأمة في مجلس النواب ولم نسمع أي إجابة عليها على الإطلاق، كما قدمنا ما توصلنا إليه من خلال الحوار مع مرجعية العلماء ولم نستلم أي إجابة بل تسويفاً. وبالحرف الواحد يرفضون (المعارضة) الحوار ويركبون موجة الفوضى ويحتكمون إلى الشارع». وأضاف «نحن نحتكم للشعب فهو مالك السلطة ومصدرها، ندعوهم إلى كلمة سواء، إلى انتخابات نيابية ومن ثم نأتي بعدها إلى انتخابات رئاسية، وقد أفشلنا كل الذرائع والادعاءات التي كانوا يدعون بها كالتوريث والتمديد، وهي الأسطوانة المشروخة التي يرددونها للمزايدة». ووصف علي صالح المطالبين برحيله بأنهم «متأبطون شراً بالوطن اليمني وتجزيئه، وأنا أحذر من التجزئة. لن يقدروا أن يحكموا أسبوعا واحداً وأجزم بذلك. اليمن سيقسم ويتشطر أكثر مما كان عليه من شطرين إلى أربعة أشطار».