طهران، جنيف، موسكو - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتقلت السلطات الايرانية أمس زعيمي المعارضة الاصلاحية مير حسين موسوي ومهدي كروبي مع زوجتيهما ونقلتهم الى السجن، وحذرت في الوقت نفسه انصارهما من التظاهر اليوم. وأفاد موقع «كلمة» التابع لموسوي، بأن الأخير وكروبي «اعتُقلا ونُقلا الى سجن حشمتية في طهران»، لكن وزارة العدل الإيرانية نفت ذلك. وكان زعيما المعارضة يخضعان للاقامة الجبرية بعد ان اتهمهما رئيس السلطة القضائية في ايران اية الله صادق لاريجاني في وقت سابق من هذا الشهر ب «الخيانة»، وطالب نواب في البرلمان بشنقهما. وقال المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي امس: «تجاوزت هذه الحركة (المعارضة) حدّ التمرد، وتحوّلت الى حركة مضادة للثورة، يد الخارج والاضطهاد (الولاياتالمتحدة) واضحة فيها». وأضاف: «سياسة تصدي القضاء لقادة الفتنة ستتغيّر. في مرحلة أولى قُطِعت اتصالات زعماء التمرد وتنقلاتهم وقُطعت خطوط هواتفهم أيضاً، وإذا دعت الحاجة ستُتخذ تدابير أخرى ضدهم». ولم يحدد مكان وجود كروبي وموسوي. وحذر محسني إيجئي المعارضة من التظاهر، قائلاً: «كلّ من يخرق القانون، سيُحاسب». لكن «تنسيقية طريق الأمل الأخضر» جددت دعوتها «الجميع الى التظاهر (اليوم)، احتجاجاً على القيود وتحديد الإقامة المفروضة على زعيمي الحركة». تزامن ذلك مع تأكيد موقع «سهام نيوز» التابع لكروبي، أن أجهزة أمنية نقلته وموسوي وزوجتيهما الى «مكان مجهول» الخميس الماضي. وكانت منظمة «الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران» التي تتخذ نيويورك مقراً، أفادت بأن موسوي وكروبي وزوجتيهما نُقلوا إلى «بيت آمن» يشرف عليه «الحرس الثوري». في الوقت ذاته، اتهمت الولاياتالمتحدة الحكومة الإيرانية بتنظيم «حملة ترهيب منظّمة» ضد قادة المعارضة وناشطيها. وأشار ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الى «اعتقال شخصيات سياسية ومدافعين عن حقوق الإنسان وناشطين وزعماء طالبيين وصحافيين ومدوّنين»، متهماً الحكومة الإيرانية ب «الانتهاك الصارخ للحقوق العالمية لمواطنيها ونفاقها المتواصل». وندد قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي بإدراجه على لائحة العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة على مسؤولين إيرانيين، معتبراً ان ذلك «يكشف ذروة دناءة» أميركا والغرب. وقال: «الجميع يعلم أنني جندي في قوات التعبئة (الباسيج)، ولو كنت ثرياً لما أودعت ثروتي في المصارف الأميركية ولاخترت مكاناً أكثر أمناً». وفي سياق الصراع على رئاسة «مجلس خبراء القيادة» الذي يقوده هاشمي رفسنجاني، ويسعى أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد الى إطاحته، نقلت وكالة «مهر» عن مستشار لرجل الدين محمد رضا مهدوي كاني تأكيده قرار الأخير «قبول طلب 60 عضواً في المجلس لإعلان ترشحه لرئاسته». وأشار الى ان رفسنجاني حضّ مهدوي كاني، في «رسالة شفوية»، على الترشّح للمنصب. ونقل موقع «روز» عن رفسنجاني تأكيده انه اقترح أن يخلفه مهدوي كاني في رئاسة المجلس، لكنه أعلن نيته الترشّح للمنصب، استجابة ل»دعوة الواجب الديني والثوري إزاء الشعب والنظام». إيران ودولة الإمارات على صعيد آخر، حذر الجنرال يحيى رحيم صفوي مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران للشؤون العسكرية، دولة الإمارات من بناء جزر اصطناعية في الخليج، معتبراً ان ذلك «سيؤدي الى تعقيد الخلافات بين الإماراتوإيران حول رسم الحدود المائية، كما سيسبّب تأزيم العلاقات بين إيران ودول أخرى». وأشار الى «حقوق البحار والمعاهدات ذات الصلة»، معتبراً ان «الإمارات تنتهك عملياً هذه المعاهدات، من خلال هذه الإجراءات العشوائية في بناء جزر اصطناعية». واتهمها ب «السعي الى توسيع حدودها المائية أو دعم مزاعمها الواهية في شأن ملكية بعض الجزر في الخليج الفارسي، بمساندة قانونية من دول عظمى وقوى عالمية ومنظمات دولية». وحذر من «تداعيات هذه الخطوة الإماراتية»، مؤكداً أن «إيران قادرة على الدفاع عن أراضيها». في جنيف، ناقش وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الملف النووي لبلاده، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. تزامن ذلك مع إعلان «المنظمة الروسية للطاقة الذرية» (روساتوم) ان قرار تفريغ وقود مفاعل «بوشهر» النووي الإيراني، سببه مخاوف من قطع معدنية ربما تلوّث الوقود، مشيرة الى العثور على تلك القطع في مضخة تبريد في المفاعل. وفي جنيف، قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي انه اجرى امس محادثات «مثمرة وصريحة» مع نظيرته الاوروبية كاثرين اشتون ويأمل في ان تؤدي الى مزيد من المحادثات البناءة بشأن برنامج ايران النووي.