وصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس، إلى موسكو حيث يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف ليبحث معه في الاقتراح الفرنسي لتشكيل مجموعة اتصال حول سورية. وتقترح فرنسا إنشاء مجموعة مؤلفة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع عدد من دول المنطقة لدعم عمل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الذي يعتزم عقد دورة مفاوضات جديدة مع الأطراف السورية في 18 أيلول (سبتمبر) الجاري في جنيف. وتقضي الفكرة الفرنسية بأن يعقد ممثلو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعاً في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة ليتفقوا على النهج الذي ينبغي اتباعه لدفع المفاوضات نحو حل سياسي في سورية. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حدد هذا الهدف في خطابه أمام السفراء الفرنسيين الأسبوع الماضي. وقال مصدر فرنسي مطلع على الملف السوري إن ما قاله دي ميستورا للمعارضة السورية وللنظام يمثل وسيلة لتذكير الطرفين بأن الحل الوحيد للصراع في سورية هو سياسي وليس عسكرياً، كما يمثل رسالة إلى النظام السوري بأن لا يعتقد أن النصر على الأرض هو الحل للوضع في سورية لأنه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي لن يكون هناك سلام. وهذا هو الرأي السائد على مستوى القيادة الفرنسية التي ترى أنه حتى في حال انتصار النظام ستكون هناك دائماً معارضة عسكرية قوية على الأرض في سورية، ولن يكون هناك استقرار سياسي. وقال المصدر إن الرئيس ماكرون اقترح منذ لقائه بنظيره الأميركي دونالد ترامب تغيير النهج لدفع هذه المفاوضات والاستعانة بالدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن للضغط على اللاعبين في الصراع السوري لدفع المفاوضات. وفكرته هي أن تعيد هذه الدول الخمس تحديد معايير المفاوضات من أجل الحل في سورية، ثم توسيع هذه المجموعة إلى دول المنطقة لدفع اللاعبين في الصراع السوري إلى التقدم وعدم ترك دي ميستورا وحده.