وافق مجلس الشيوخ الأميركي على مساعدات إغاثة بقيمة 15.25 بليون دولار لضحايا الإعصار «هارفي»، في مسعى إلى تمويل عمليات الطوارئ الفيديرالية كافة، بينما تهدد عاصفة أخرى قد تكون كارثية سواحل ولاية فلوريدا. وتمت الموافقة على المساعدات بغالبية 80 صوتاً مقابل 17، بعد يوم على إعلان الرئيس دونالد ترامب وقادة الكونغرس التوصل إلى اتفاق يتضمن مساعدات الإغاثة لضحايا الإعصار ورفع موقت لسقف الدين الأميركي وتمويل الحكومة الفيديرالية حتى كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وتوصل ترامب أول من أمس إلى اتفاق مع المعارضة الديموقراطية، مكنه من الالتفاف على حلفائه الجمهوريين في الكونغرس لتفادي تعثر في السداد وشلل مالي كان يهدد البلاد في نهاية الشهر، مع تخصيص أموال طارئة لضحايا «هارفي». وبموجب خطة مجلس الشيوخ، يتم صرف 7.4 بليون دولار ل «الوكالة الفيديرالية لإدارة الطوارئ». وأنفقت الوكالة معظم أموالها المخصصة للكوارث بسبب حجم «هارفي»، وبسبب الآلية المتقدمة التي تسمح لها بصرف الأموال في شكل أسرع من الكوارث السابقة. ويتم تخصيص 7.4 بليون دولار لتمويل مساعدات البناء التي تقوم بها وزارة الإسكان والتخطيط المدني، بينما تصرف 450 مليون دولار لبرنامج القروض الصغيرة. ودافع زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عن ربط موارد الإعصار بسقف الدين والتمويل الحكومي. وقال إن ذلك سيوفر «الطمأنينة والاستقرار» لفرق الإغاثة والمسؤولين الحكوميين المنهمكين بجهود الإغاثة لضحايا «هارفي» في تكساس، بينما يستعدون لمواجهة «إرما» الذي اجتاح الكاريبي ويواصل طريقه نحو السواحل الأميركية. من جهة أخرى، تضافرت جهود خمسة رؤساء سابقين، هم باراك أوباما وجورج بوش الابن وبيل كلينتون وجورج بوش الأب وجيمي كارتر، لجمع الأموال لضحايا «هارفي» بهدف المساعدة في إعادة بناء بعض من آلاف المنازل والمكاتب والمحال التي دمرها الإعصار، من تكساس إلى لويزيانا. وستوزع الأموال التي تجمعها الحملة «نداء أميركا الواحدة» على صندوق «هيوستن هارفي»، والذي يركز على أعمال الإغاثة في منطقة هيوستن الكبرى، وعلى صندوق «إعادة بناء تكساس» الذي سيساعد المجتمعات السكانية في أنحاء الولاية. وكان لدى صندوق «إعادة بناء تكساس» تعهدات ما يقارب 44 مليون دولار أمس، وفقاً لموقعه الإلكتروني. وقال الرؤساء الخمسة إنهم مستعدون لتوسيع نطاق جهدهم ليشمل أيضاً «إرما». إلى ذلك، قال «الصليب الأحمر» الأميركي وجهة راعية، إنه سيستخدم للمرة الأولى طائرة من دون طيار لتقييم الأضرار ونقل المساعدات للمناطق التي غمرتها الفيضانات في هيوستون. ومن المتوقع أن يكون «الصليب الأحمر» أكبر منظمة مساعدات أميركية غير ربحية تستخدم تلك التقنية عندما يبدأ الرحلات في الأسبوع المقبل، ضمن برنامج تدريبي يمكن استخدامه عقب الكوارث في مناطق أخرى من الولاياتالمتحدة. وسينشر «الصليب الأحمر» طائرة واحدة من دون طيار ويجري اختباراً مدة أسبوع في منطقة في هيوستون تضررت بشدة من الفيضانات. ويستخدم برنامج المنظمة طائرة من صنع شركة «سايفي ووركس» في دنفرز في ولاية ماساتشوستس. وقال الناطق باسم شركة «يونايتد بارسل سيرفس» جلين زاكارا، إن البرنامج تموّله مؤسسة خيرية تابعة للشركة التي تملك حصة في «سايفي ووركس» وتستخدم طائراتها من دون طيار في تجربة توصيل الطرود. وأضاف أن الصور التي سيلتقطها «الصليب الأحمر» ستساهم في تقييم الأضرار وتوصيل المساعدات، وأنه يمكن مشاركتها مع منظمات أخرى. وذكر زاكارا أن الطائرة المتصلة بمصدر للطاقة يمكنها التحليق على ارتفاع يصل إلى 400 قدم لتسجيل صور على بعد أميال. وتابع انه بناء على النتائج في هيوستون، يمكن استخدام الطائرة لتقييم الأضرار الناجمة عن الإعصار «إرما».