شن «تيار المستقبل» هجوماً عنيفاً على السياسة الإيرانية حيال لبنان وعلى «حزب الله»، على خلفية حملة الأخير على المملكة العربية السعودية، بعدما أكد رئيس «التيار» رئيس الحكومة سعد الحريري خلال جلسة مجلس الوزراء أمس، أن «لبنان ليس جزءاً من أي محور، بل هو جزء فاعل من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب ويقوم بدوره في حماية شعبه وحدوده وسيادته من خلال قواه الأمنية الذاتية»، واعتبر أن مصلحة لبنان «الابتعاد من توتير الأجواء مع كل الأصدقاء، وخصوصاً الأشقاء». وأشار المكتب السياسي ل «تيار المستقبل» بعد اجتماعه برئاسة نائب رئيسه الوزير السابق باسم السبع، إلى «المواقف التي صدرت عن مسؤولين سعوديين في شأن لبنان، ورأى فيها رسالة تنبيه يجب تلقفها والتعامل معها بكل جدية ومسؤولية، من كل لبناني معني بحماية مصالح لبنان واستقرار علاقاته مع الأشقاء العرب». واعتبر أن «الاستقرار السياسي لا يستقيم على قاعدة الإفراط المتواصل والبذيء في الإساءة إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، على صورة ما يجري تداوله من خلال نواب وأشخاص يدينون بالتبعية ل «حزب الله» وبقايا العسس القائم على خدمة النظام السوري». وأكد المكتب لسياسي ل «المستقبل» أن «حزب الله» يمارس عبر هذا الإفراط المتعمد، سياسةَ الدفع بعلاقات لبنان العربية نحو الهاوية، ويعرض مصالح مئات آلاف اللبنانيين لأخطار جسيمة، ويزج لبنان في أتون حلقة جهنمية من حلقات الصراع الإقليمي. ومسؤولية اللبنانيين بكل اتجاهاتهم وقطاعاتهم السياسية والاقتصادية والثقافية، أن يقفوا بالمرصاد لهذه السياسة التي باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على دور لبنان وعلاقاته بأشقائه، ووسيلة يومية لابتزاز الدولة ومؤسساتها الشرعية، ودفعها للسقوط في المستنقع المشترك للنظامين السوري والإيراني». وأضاف: «أن مخططات «حزب الله» وتمنياته في هذا الشأن هي على قياس عشم إبليس في الجنة، وستبقى بالنسبة إلينا أمراً مداناً ومرفوضاً ومعزولاً مهما عملت على الاستقواء بوهج السلاح، وبوهم الانتصارات المركبة والصفقات المشبوهة والولاءات الزائفة. هذا البلد عربي الهوى والهوية والمصير، ولن تقوى على الطعن بعروبته وتاريخ العلاقة بأشقائه، خناجر المتحاملين وأبواقهم». ونبه المكتب السياسي «إلى أخطار السياسات الإيرانية تجاه لبنان، والمواقف المتكررة التي تصدر عن مسؤولين إيرانيين، والتي تتعمد الزج بلبنان في صراع المحاور الإقليمية، والتباهي بانتشار النفوذ العسكري لإيران في غير دولة عربية». وأشار إلى «ما صدر عن الأمين العام لمجمع مصلحة تشخيص النظام محسن رضائي، عن «محور جهادي» يضم إلى إيران كلاً من العراق وسورية ولبنان». ودان «المستقبل» هذه «الادعاءات» مكرراً ما أعلنه الحريري في مجلس الوزراء، مؤكداً أن لبنان «لن ينضوي تحت أي ظرف من الظروف تحت المظلة الإيرانية وأتباعها في المنطقة». وكانت جلسة مجلس الوزراء شهدت سجالاً بين وزراء رفضوا خروج «حزب الله» عن سياسة النأي بالنفس عن الصراع الإقليمي، التي قررتها الحكومة في بيانها الوزاري، وبين وزير الحزب محمد فنيش.