اتّهم طلبة جامعات سعودية «أجهزة التصحيح الآلي» بالتسبب في تدني درجاتهم في الاختبارات الشهرية أو الفصلية، لافتين إلى «رداءتها وعدم قدرتها على قراءة الاختيار بصورة صحيحة». إلا أن مسؤولين في جامعات عدة، قدّروا نسبة حدوث الخطأ في التصحيح الآلي بما دون الخمسة في المئة. وأوضحت إحدى الطالبات التي تعرضت ل «خطأ» من جهاز التصحيح الآلي، أن «الخطأ يكون إما بأن يُدخل الدكتور الإجابة بحسب النموذج خطأ فيرسب الطالب، وهذا يحصل نادراً، والخطأ الثاني هو «القلم الرصاص»، الذي نستخدمه في تظليل الإجابة»، مضيفة:«إن جهاز التصحيح يقرأ الإجابات من طريق إرسال أشعة إلى مكان الإجابة الصحيحة، فإذا انعكست الأشعة احتسب الدرجة». وأضافت: «إن الجهاز صُنع ليقرأ نوعاً محدداً من أقلام الرصاص، لأنه يكوّن طبقة عاكسة تشبه إلى حد ما المرآة وهنا المصيبة، عندما يظلل الطالب الإجابة الصحيحة لا يستطيع الجهاز قراءتها، والسبب عدم انعكاس أشعة القراءة»، لافتة إلى أنه «يمكن تجنب ذلك بتظليل الإجابة مرتين وبقوة، و ربما لا ينجح الأمر». وحول استخدام نوع أصلي من أقلام الرصاص، قالت: «يستخدم الطلبة أقلاماً مخصصة تعبأ من أعلى بقطع الرصاص الرقيقة، ونقوم بالضغط عليها من أعلى (شكل القلم الخارجي كأنه قلم حبر)، وتباع قطع الرصاص على حدة»، مضيفة «صادفتني هذه المشكلة، إذ أخرج من الاختبار واثقة من النجاح، وأفاجأ بخلاف ذلك وهذا حال كثير من الطالبات». فيما أقرّت طالبة أخرى من جامعة الدمام، بحدوث «أخطاء في الاختبارات الفصلية. وتم حل الموضوع بشكل ودي بين إدارة الجامعة والطالبات، من خلال تعديل نسبة كبيرة من الدرجات»، بحسب تعبيرها. وقالت: «لا مجال في الاختبار النهائي للتفاوض أو لحل المشكلة بصورة ودية، ففي الاختبارات الفصلية الماضية حدثت أخطاء، وتم تعديل درجات طالبات عدة، ونخشى الآن من تكرار المشكلة في الاختبارات النهائية». وفي المقابل، قال المتحدث باسم جامعة الدمام المهندس إبراهيم الخالدي، في تصريح إلى «الحياة»: «إن تقدير الدرجة يتحكم فيه المصحح وليس جهاز التصحيح»، مضيفاً: «إن الجهاز الآلي يعتمد على البيانات فقط، لأنه جهاز غير ذكي، والخطأ يكون من مدخل البيانات وليس من الجهاز»، موضحاً أن «الأخير يُغذى بالمعطيات من عضو هيئة التدريس، والتصحيح الآلي يكون عادة لأسئلة الخيارات لذا الأخطاء غير واردة كما يقال، وفي حال ملاحظة تدني الدرجات بإمكان الطالب أو الطالبة مراجعة قسم الشكاوى في الجامعة، والتأكد من ذلك بعد التقدم بشكوى رسمية». بدوره، أوضح عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود الدكتور أحمد العمري، ل «الحياة»، أن «غالبية الطلبة يعتقدون أن سبب رسوبهم هو التصحيح الآلي، وهذا الأمر نسبي وليس صحيحاً مئة في المئة، فمن كل مئة طالب وطالبة قد تحدث شكوى من طالب إلى خمسة. ويتبيّن من خلال التحقيق والمراجعة حدوث خطأ فعلاً أثناء التصحيح الآلي»، مضيفاً «لا يمكن تحديد نسبة الرسوب الناتج من التصحيح الآلي، لأن الطالب بطبيعته يعتقد أنه أبدع في الاختبار، ويتوهم أن التصحيح الآلي هو سبب رسوبه من دون علمه أن الإهمال واللا مبالاة في الاختبارات سببان في الرسوب، فهذه حجج لا أساس لها». القرعاوي: الطلبة يجيبون عن الأسئلة الاختيارية ب «حظك نصيبك» رفضت عميدة خدمة المجتمع والتنمية المُستدامة في جامعة الدمام الدكتورة نجاح القرعاوي، اعتبار التصحيح الآلي أحد أسباب تدني درجات الطلبة ورسوبهم أحياناً. وقالت ل «الحياة»: «التصحيح الآلي أدقّ من اليدوي، وعادة يتم التأكد من أجهزة التصحيح وتهيئتها قبل بدء الاختبارات، إلا أن عدم وعي الطلبة يجعلهم يعتقدون أن الأسئلة الاختيارية، التي تعتمد على التصحيح الآلي حظ ونصيب». وأضافت القرعاوي «قمنا بعمل الأسئلة على نمطين: أسئلة تُصحّح آلياً، وأخرى موضوعية تتطلب تصحيحاً يدوياً. وهنا يتبيّن إذا كان الطالب تعرض لخطأ أم لا، وبإمكان الطلبة رفع خطابات تظلم وطلب إعادة تصحيح، إلا أن هناك شروطاً لهذا الطلب، وبإمكان الطلبة مراجعة إجاباتهم قبل التقدم بخطاب تظلم من خلال معرفة مستوى دراسته الفعلي». وأكدت وجود «نظام للتصحيح ولا يمكن التهاون في تقدير تعب الطلبة، وإعطائهم درجات علمية لا تمت لجهودهم بصلة، فمعظم المواد تصحح آلياً ويدوياً». وعن نسبة حدوث الأخطاء في التصحيح الآلي أكدت أنه «غالباً لا تحدث أخطاء».