يبدأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال الأيام المقبلة، جولة تشمل تركياوفرنسا للبحث في الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان على الانفصال، فيما جدد رئيس الإقليم مسعود بارزاني رفضه «الضغوط الدولية الكبيرة» لتأجيل هذه الخطوة. ويواجه الاستفتاء معارضة قوية من المسيحسيين وطائفة «الشبك والتركمان»، وبعض الأحزاب الكردية. وأفادت وسائل إعلام تركية أمس بأن العبادي سيزور أنقرة «بعد عطلة عيد الأضحى، ثم ينتقل إلى باريس للبحث في الاستفتاء»، لكن الناطق باسم رئاسة الوزراء سعد الحديثي قال إن «موعد زيارة فرنسا لم يحدد بعد». ونفى علمه بوجود زيارة لتركيا. إلى ذلك، قال بارزاني خلال ندوة في أربيل، في إطار سلسلة لقاءات جماهيرية يعقدها دعما للإستفتاء إن «الإقليم يتعرض لضغوط شديدة لتأجيل التصويت، لكننا مصرون على خوض هذا الاستحقاق ولا تراجع»، وأضاف أن «القرار لا يخالف أياً من القوانين الدولية»، وأوضح أن «الشراكة في العراق مفقودة، والأكراد يتعرضون يومياً لتهديد قوات الحشد الشعبي، هذه القوات شكلت بقانون وخصصت لها موازنة خلال ساعتين فقط». وأقر ملا بختيار، مسؤول الهيئة العاملة في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة جلال طالباني أمس، بأن «موقف تركيا وإيران من الاستفتاء مهم للغاية، لكن نشدد على أننا لن نكون مصدر تهديد للدول الأخرى»، ولفت إلى أن «بغداد لا تستطيع أن تجبر الكرد على الخروج من المناطق المتنازع عليها التي تعرضت لتهديدات أمنية كبيرة في السابق وساهمت قوات البيشمركة في المحافظة على أمنها». وذكر مدير مكتب مفوضية الانتخابات الكردية في كركوك علي شواني أن «أكثر من 40 مركزاً للتصويت سيتم فتحها في عموم المحافظة، وبدأنا الإجراءات الفعلية لتسجيل الموظفين». كما أكد مدير المفوضية هندرين محمد «افتتاح مكتبين في المناطق المتنازع عليها، أحدهما في قضاء سنجار (تابع إداريا لمحافظة نينوى)، والثاني في مركز كركوك». وأفادت المفوضية بأن «عملية تسجيل الناخبين في الخارج الكترونيا قد بدأت»، وأضافت أنها «ستجد آلية بديلة لمن لا يمتلك البطاقة التموينية كمستمسك إثبات، لأن العديد من المقيمين في الخارج لا يملكون هذه البطاقة». وتداولت وسائل إعلام كردية أمس، نموذجاً للورقة الخاصة بعملية التصويت، مكتوبة بأربع لغات، هي الكردية والعربية والتركية والسريانية ورد فيها سؤال: «هل تريد أن يصبح إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج الإقليم (المناطق المتنازع عليها) دولة مستقلة؟»، وفيها حقلان للإجابة: «نعم» و «لا». ويقول مسؤولون في المفوضية إن تسعة أحزاب فقط سجلت للمشاركة في الحملة الدعائية للاستفتاء، والقوى التي لم تتقدم للتسجيل ستحرم من المشاركة في الحملة. وأبرز تلك القوى حركة «التغيير» و «الجماعة الإسلامية» المعارضتان لتوقيت الاستفتاء من دون «تفعيل برلمان الإقليم المعطل». وأعلنت «حركة بابليون» المسيحية المنضوية في قوات «الحشد الشعبي» في بيان أمس، رفضها «أية محاولة تقسيمية وتفكيكية تحت أي عنوان، انطلاقاً من المعطيات الراهنة وما قدمه العراقيون من دماء دفاعاً عن وحدة البلاد للمحافظة على التنوع الديموغرافي، ومعظم البقاع التي شكلت أصل وجودها الديانة المسيحية العراقية أصل الحضارة والتاريخ لبلاد ما بين النهرين»، واعتبرت «الترويج لاستمرار الاستفتاء على انفصال المحافظاتالعراقية في شمالنا الحبيب (إقليم كردستان) ما هي إلا محاولات تهديم للمصلحة الوطنية العليا التي تدفعنا إلى أن نكون موحدين لا مفرقين ليسهل أكلنا واقتضامنا لقمة سائغة، من أجل الأطماع الحزبية والفؤية والقبلية والإقليمية والتوسعية». إلى ذلك، حذر النائب عن «الشبك» حنين القدو في بيان من أن أبناء هذه القومية «أصبحوا ضحية للاتفاقات والمساومات السياسية، خصوصاً في كردستان ومناطق سيطرة البيشمركة وهم رهائن لدى الحزب الديموقراطي الكردستاني (بزعامة بارزاني) لاستخدامهم في الاستفتاء».