أكدت مصادر كردية أن وفداً إيرانياً برئاسة السفير الإيراني السابق في العراق حسن دانايي فر، زار أربيل والتقى رئيس الإقليم مسعود بارزاني لعرض تسوية شاملة للخلافات المالية مع بغداد، ما قد يسمح بتأجيل الاستفتاء على استقلال كردستان في 25 من الشهر الجاري. ومن المقرر أن ينظم إقليم كردستان استفتاء للانفصال عن العراق في محافظات الإقليم الثلاث، إضافة إلى عدد من المناطق المتنازع عليها، أهمها كركوك التي يقطنها أكراد وعرب وتركمان. وعلى رغم تزايد الرفض الإقليمي والدولي للاستفتاء، لا يزال بارزاني متمسكاً بتنفيذه في موعده. وفي مساعي اللحظة الأخيرة كشفت مصادر كردية عن زيارة الوفد الإيراني إلى أربيل، مشيرة إلى أنها المرة الثانية خلال شهر يزور فيها الوفد إقليم كردستان لعرض وساطة مع بغداد، تشمل جميع القضايا العالقة بما فيها النفط والمستحقات المالية. وأكدت المصادر أن الوفد الإيراني، الذي يترأسه السفير الإيراني السابق في العراق، زار السليمانية أولاً والتقى عدداً من زعماء حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» قبل أن يتوجه إلى أربيل للقاء بارزاني. وأكدت المصادر أن الوفد عرض وساطة شاملة بين بغداد وأربيل في مقابل تأجيل الاستفتاء. من جانبه، أعلن رئيس مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان هندرين محمد أمس، عن ضرورة توافر البطاقة التموينية كشرط أساسي للمشاركة في الاستفتاء، مضيفاً: «نطالب بأربعة مستمسكات (وثائق رسمية) للتصويت وهي، الجنسية العراقية وجواز السفر والبطاقة الوطنية، ويمكن لكل مواطن يملك البطاقة التموينية مع أي مستمسك آخر، المشاركة في الاستفتاء». كما عرض أمس زعيم «التحالف الوطني» (الشيعي) عمار الحكيم الوساطة بين بغداد وأربيل «لحل المشكلات العالقة»، قائلاً إن من «يعتقد أن الانفصال سينهي المشكلات فهو واهم لأن المشكلات هي قدر الأوطان سواء كانت كبيرة أم صغيرة، لكن قدر القادة الكبار أن يحلوا مشكلات شعوبهم وأوطانهم ويمنحونهم السلام والأمان والاستقرار». في غضون ذلك، واصلت الكتل السياسية في البرلمان العراقي حملتها لإقالة محافظ مدينة كركوك نجم الدين كريم وتعطيل مجلس المحافظة، على خلفية تصويت الأخير على ضم كركوك لاستفتاء إقليم كردستان. وكشف النائب عن محافظة كركوك خالد المفرجي أمس، عن عزم الكتل السياسية العربية تقديم شكوى رسمية إلى بعثة الأممالمتحدة في بغداد بعد عطلة عيد الأضحى لحل الأزمة في المحافظة. ويعتزم المجلس الأعلى لاستفتاء كردستان القيام بزيارات عدة إلى دول أوروبية وإيران وتركيا، لشرح موقفه لهذه الدول مباشرة. إلى ذلك، تمكّنت القوات العراقية من إحباط هجوم نفذه ثلاثة انتحاريين على محطة للطاقة الكهربائية في محافظة صلاح الدين، فيما أكد التحالف الدولي مراقبته قافلة عناصر «داعش» المتجهة إلى منطقة البوكمال في سورية لمنعها من الوصول إلى الحدود العراقية. وأعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان أمس، أن «انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة، ومتنكرين بزي قوات شرطة الطاقة وعناصر الأمن استهدفوا محطة للطاقة الكهربائية شرق مدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين». وأوضح البيان أن «مجموعة إرهابية قامت بالتعرض لمحطة الجالسية ضمن قاطع مسؤولية فوج حماية شرطة الطاقة في سامراء والمتكونة من ثلاثة إرهابيين»، مضيفاً أن «اثنين من الإرهابيين يرتدون زي الطاقة والثالث يرتدي زي عنصر أمن». وأوضح البيان أنه «تمت معالجة الموقف خلال ساعتين، وقتل جميع الإرهابيين، وتم إطفاء حريقين نشبا نتيجة الانفجار من قبل قوة مرتبة من قيادة عمليات سامراء». وأعلنت وزارة الكهرباء عن مقتل ستة من موظفيها في الهجمات الانتحارية التي استهدفت محطة الطاقة في مدينة سامراء.