بلغت حصيلة تفجير سيارة مفخخة اليوم (الخميس) عند معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا في شمال سورية 43 قتيلاً على الأقل بينهم نساء واطفال، اضافة الى عشرات الجرحى والمفقودين، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي: "ارتفعت حصيلة التفجير بسيارة مفخخة عند معبر باب السلامة في ريف محافظة حلب، الى 43 مدنياً بينهم نساء واطفال"، مشيراً الى ان "الضحايا نقلوا الى مستشفيات في سورية وتركيا". وكانت الحصيلة السابقة 29 قتيلاً بينهم خمس نساء وثلاثة اطفال. واشار عبد الرحمن الى احتمال ارتفاع الحصيلة "بسبب وجود عشرات الجرحى، والعديد من المفقودين"، اثر التفجير الذي وقع "في موقف مزدحم للسيارات والحافلات التي تنتقل بين ريف حلب والمعبر". وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً مروعة قالوا انها لآثار التفجير، تظهر رجالاً يتحلقون حول عدد من الجثث المتفحمة، بعضها مقطع الاطراف. وفي وقت لاحق، بث ناشطون اشرطة مصورة تظهر حالاً من الفوضى على المعبر، وسط دخان متصاعد في اكثر من مكان جراء الحرائق الناتجة عن التفجير، في حين يقوم العشرات بالبحث عن اقاربهم. وبدا بعض الجثث متفحماً وآخر يحترق، ممددة على الارض والى جانبها حقائب. وعمل رجال على نقل مصابين الى سيارة اسعاف، في حين انتحبت النسوة بتأثر واضح. وسمع رجل غير ظاهر في الشريط وهو يصرخ "يا الله! يا الله انتقم منهم". كما ظهرت في الشريط هياكل لسيارات ودراجات نارية محترقة، بينما عمل رجال على اخماد النيران باستخدام مطافىء يدوية. ولم يكن في الامكان التحقق من صحة الشريط من طرف مستقل. وتعرض المعبر لهجمات عدة منذ بدء النزاع السوري منتصف آذار (مارس) 2011، آخرها في شباط (فبراير)، ما ادى الى مقتل ستة اشخاص على الاقل واصابة 45 آخرين بجروح، وفق المرصد. ويسيطر مقاتلون معارضون بينهم اسلاميون، على الجهة السورية من المعبر الواقع في ريف مدينة اعزاز في محافظة حلب. وتعرضت معابر اخرى بين سورية وتركيا لتفجيرات مماثلة، بينها باب الهوى في محافظة ادلب (شمال غرب)، حيث قتل 16 شخصاً في تفجير مزدوج بسيارتين مفخختين في كانون الثاني (يناير). في غضون ذلك، تواصلت اعمال العنف في مناطق عدة من البلاد. في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ثمانية عناصر على الأقل من "جبهة النصرة" المرتبطة ب"القاعدة" في تفجير داخل مقر لهم جنوب بلدة كفرنبل، وفق المرصد الذي رجح ان يكون التفجير ناتجا عن انفجار عبوة ناسفة كان يتم اعدادها داخل المقر. الى ذلك، فجر مقاتل من "جبهة النصرة" نفسه في عربة مدرعة على حاجز للقوات النظامية قرب مدينة خان شيخون، ما ادى الى مقتل وجرح عدد غير محدد من عناصر القوات النظامية، وفق المرصد. وافادت "الهيئة العامة للثورة السورية" في بريد الكتروني ان معارك اندلعت في محيط الحاجز اثر التفجير، تدخل فيها الطيران الحربي السوري. وفي محافظة درعا (جنوب)، قال المرصد ان "تسعة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال قتلوا في قصف بالطيران الحربي على مدينة جاسم"، ومن بين القتلى اربعة اعضاء في الكادر الطبي لأحد المستشفيات الميدانية. في ريف دمشق، افاد المرصد عن تعرض بلدة المليحة جنوب شرق دمشق، لاكثر من 25 غارة جوية الخميس، تزامناً مع اشتباكات بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على البلدة من جهة اخرى. وتعد البلدة احد مداخل الغوطة الشرقيةلدمشق، المعقل البارز للمقاتلين قرب العاصمة. وصعد النظام عملياته في المليحة منذ مطلع نيسان (ابريل)، في محاولة للسيطرة عليها. وادى النزاع السوري المستمر منذ ثلاثة اعوام، الى مقتل 150 الف شخص على الاقل، بحسب المرصد.