اعتبر وزراء خارجية «النواة الصلبة» في «مجموعة أصدقاء سورية» في ختام اجتماعهم في لندن أمس، الانتخابات الرئاسية السورية بداية الشهر المقبل «تسخر من الضحايا الأبرياء» في سورية. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنها «إهانة» و «مهزلة» و «تزوير»، في وقت رفعت لندن مستوى تمثيل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى مستوى «بعثة خارجية» أسوة بموقف واشنطن. (للمزيد) وأسفر الاجتماع بمشاركة 11 دولة عن الاتفاق على «تكثيف» الاجتماعات التنسيقية بين الدول في المرحلة المقبلة وإقرار استراتيجية تتضمن أبعاداً سياسية واقتصادية وعسكرية وإنسانية لدعم المعارضة وزيادة الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد. وبدا كيري متقبلاً فكرةَ إمداد المعارضة السورية بالمساعدات بأي وسيلة من دون تغيير في استراتيجية المساعدات الأميركية، لكن ترك الباب مفتوحاً لكل دول كي تقدم الدعم بالطريقة التي تراها مناسبة، وفق مصادر المجتمعين. وأشار كيري في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع إلى أن الرئيس باراك أوباما مطلع على «معطيات خام» حول استخدام الكلور في هجمات في سورية خلال الفترة الأخيرة، وأنه في حال «التحقق» من ذلك ستكون هناك «عواقب» من دون أن يحدد طبيعتها. وقال الوزير الأميركي بعد الاجتماع الذي حضره رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا: «اتفقنا معا على القول إن انتخابات الأسد الزائفة هي مهزلة وإهانة وتزوير»، في حين دان البيان الختامي للمجموعة «البرنامج الأحادي الجانب لنظام الأسد لتنظيم انتخابات رئاسية غير شرعية في الثالث من حزيران (يونيو)» المقبل. وأضاف أن هذا البرنامج «يسخر من ضحايا هذا النزاع الأبرياء، ويتناقض تماماً مع بيان مؤتمر جنيف ويشكل محاكاة ساخرة من الديموقراطية». وتابع بيان الدول ال11: «ندعو المجتمع الدولي كافة إلى رفض تلك الانتخابات غير الشرعية، مثل ما فعل كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة والولايات المتحدةوتركيا والاتحاد الأوروبي». وسيجري الاستحقاق الانتخابي في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في بلاد تواجه نزاعاً دموياً منذ ثلاث سنوات أسفر عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ للصحافيين: «اتفقنا أيضاً بالإجماع على اتخاذ مزيد من الخطوات من خلال استراتيجية منسقة لزيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة، للائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى التابعين له، وللجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به». وأضاف أن الحكومة البريطانية «قررت رفع مستوى المكتب التمثيلي للائتلاف الوطني إلى بعثة، اعترافاً بقوة شراكتنا». وقال هيغ رداً على سؤال ل «الحياة»، إن نتائج اجتماعات لندن لا تعني نهاية العملية السياسية و «جنيف 2» للوصول إلى تطبيق «جنيف 1» وتشكيل هيئة حكم انتقالية، لافتاً إلى أن الدول لا تزال تؤمن بالحل السياسي، وأنه ليس هناك حل عسكري للأزمة في سورية. كما جدد زيادة الدعم الإنساني للسوريين بعد مرور شهرين على صدور القرار 2139 من دون تحسن الواقع على الأرض. وقال هيغ إن بريطانيا ستقدم 30 مليون جنيه إسترليني إضافية (50 مليون دولار) «كدعم عملي لمساعدة المعارضة» في مواجهة الأسد. ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «29 شخصاً على الأقل قتلوا لدى انفجار سيارة ملغومة عند موقع سوري على الحدود مع تركيا»، قائلاً إن بين القتلى خمس نساء وثلاثة أطفال. وأظهرت صور أرسلها نشطاء سيارات تحترق وجثثاً متفحمة وأشلاء متناثرة. وقال نشطاء إن عشرات الأشخاص أُصيبوا في الانفجار.