ينتظر أبو راشد (86 سنة) منذ أشهر، وصول فريق من الضمان الاجتماعي في الدمام، إلى حيث يسكن في محافظة النعيرية؛ لكنه لم يصل بعد، ولا يبدو أنه سيصل، على رغم الوعود التي تلقاها ابنه من مسؤولين في الضمان، حول إرسال هذا الفريق. ويبدي أبو راشد عجزه عن الذهاب إلى الدمام، لمراجعة الضمان، فإمكانات هذا التسعيني، المالية والصحية لا تمكنه من قطع 500 كيلو متر، ذهاباً وإياباً. ويقول: «لدي ضمان اجتماعي شهري، وكنت أريد السؤال عن الإعانة السنوية، فكلفت ابني بالسؤال عن طريقة صرفها. فقام بالاتصال على مكتب الضمان في الدمام قبل أشهر، وأبلغوه أنه «إذا كان لديه دعم ضماني للكهرباء، فلا تشمله الإعانة السنوية». وأضافوا «خلال أسبوعين سنكلف فريقاً إلى النعيرية، لبحث احتياجات أمثال والدك». ويكمل أبو راشد «لم يصل هذا الفريق حتى الآن»، مضيفاً «هناك الكثير من أقربائي يستلمون هذه الإعانة، على رغم أن لديهم دعماً ضمانياً للكهرباء، إلا أنهم مقيدون في مركز الصرار أو محافظة قرية العليا». ويتساءل: «كيف تصرف للبعض وتمنع عن آخرين؟». ويطالب أهالي محافظة النعيرية، المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية، بمعالجة «عقبات عدة»، يفاقمها «عدم وجود فرع للضمان الاجتماعي في المحافظة». كما يطالبون ب «الإنصاف في الإعانة السنوية»، التي تصرف لكبار السن، وهي عبارة عن إعانة مقطوعة تُصرف كل ثلاث سنوات، ومبلغها يتجاوز 15 ألف ريال، لسد احتياجات أرباب الأسر، ممن هم بحاجة ماسة لها، إذ لا يستطيعون شراء مستلزماتهم اليومية. وعلى رغم أن الكثير من المواطنين، يحصلون على ضمان اجتماعي شهري، ولديهم دعم ضماني للكهرباء، ويستلمون هذه الإعانات من المحافظات والمراكز القريبة من النعيرية، مثل قرية العليا والصرار. إلا أن المسجلين في مكتب الدمام، «محرومون» منها. فيما يعجز كثير منهم عن مراجعته، سواءً لتجديد بطاقة الضمان، أو المراجعة لأي أمر مُتعلق في الضمان الاجتماعي. ويقول ناصر سعود، البالغ من العمر 93 سنة، وهو مقعد: «لدي ضمان اجتماعي، ولم أستلم الإعانة السنوية. وكلما سألت أبلغوني بعدم انطباق الشروط عليّ، لأن منزلي ملك، كما أنني استلم دعماً ضمانياً للكهرباء»، لافتاً إلى وجود مستفيدين في مراكز ومحافظات أخرى «تُصرف لهم، فيما أهالي النعيرية المقيدون في الدمام، لا تُصرف لنا»، داعياً المسؤولين إلى «النظر في هذه المشكلة، التي تسبب فيها موظفون لا يعلمون أحوالنا». ويذكر ابنه طلق ناصر، أنه إذا انتهت صلاحية بطاقة الضمان الخاصة بوالده، فلا يستطيعون تجديدها، بسبب «عجز والدي عن الذهاب إلى الدمام، فيما يشترط العاملون في مكتب الضمان الاجتماعي، حضور والدي، كي يستلم أي ورقة أو بطاقة تخصه. وكأن هذا تشكيك فيمن يخوله المستفيد بالمراجعة، حتى لو كان يحمل تفويضاً من المحكمة». ويلفت فريح غصن، أن والدته مسجلة في الضمان الاجتماعي، وقام بمراجعة الدمام أكثر من مرة، لصرف إعانتها السنوية. وعلى رغم أنها تكون برفقته، إلا ان المسؤولين يرفضون صرف الإعانة لها، بذريعة انها «تسكن في منزل زوجها، ولديها دعم ضماني»، متسائلاً: «هناك الكثير من المواطنين لديهم ضمان، واستفادوا من الإعانة السنوية، على رغم أنهم يمتلكون منازل». وأضاف أن «المسؤولين في مكتب الضمان في الدمام، يضعون العراقيل أمام المستفيدين الذين يستحقون الإعانة السنوية التي تصرفها وزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك بسبب الإجراءات التي يتبعونها، وهي المماطلة والتأخير، التي قد تعيق الكثير من هؤلاء المستفيدين، وغالبيتهم في أمس الحاجة إليها». وطالب أهالي النعيرية، رجالاً ونساء، وبخاصة المعوقين، المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية، بمعالجة أوضاعهم، والمسارعة إلى افتتاح فرع للضمان الاجتماعي في النعيرية، ومساءلة المسؤولين في مكتب الدمام، لما ألحقوه بهم من «مشكلات، وتكبيدنا عناء قطع مسافات طويلة، وعدم التجاوب معنا».