قبيل التغيير الحكومي الأخير في مصر، رفع شباب «ثورة 25 يناير» الصوت محذّرين من «ثورة مضادة» صامتة ينفّذها أعوان النظام السابق. وبديهي القول انهم استعملوا «فايسبوك» لإثارة الاهتمام بهذه المسألة، بالنظر الى العلاقة الوثيقة التي تربطهم بهذا الموقع. والمعلوم أن هؤلاء الشباب استعملوا الإنترنت، خصوصاً موقعي «توتير» و «فايسبوك»، في الدعوة للنزول الى الشارع. وأثبت الإنترنت أيضاً أن حكومة مصر المخلوعة لم تكن ذكية، كما ادعى رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف، على رغم علاقته الوثيقة بالشبكة العنكبوتية إبّان عمله في مشروع «القرية الذكية». وكشفت تلك الحكومة عن غبائها اكثر عندما قطعت الانترنت عن مصر لمدة خمسة ايام، بداية من «جمعة الغضب». وكان رد الفعل أن هرول مئات الآلاف الى الشارع للانضمام الى حشود سبقتهم إليه. وبات معلوماً أيضاً أن القوات المسلحة المصرية فهمت نبض الشارع المصري وتجاوبت معه منذ اللحظات الاولى لاندلاع احتجاجاته. وبرهنت على قدرتها على التفاعل مع الشباب بلغة العصر، عندما استخدمت رسائل الهواتف الجوالة لتوصيل رسائلها الى الشعب. ثم سارت خطوة اخرى في الاتجاه عينه. وعلى غرار تفهمها قلق الشباب من «ثورة مضادة»، عمدت القوات المسلحة إلى إطلاق صفحة لها على «فايسبوك» هي Egyptian.Armed.Forces. ويرد في مطلع الصفحة ان المجلس يهديها إلى الشباب الذين فجّروا «ثورة 25 يناير»، وشهداء هذه الثورة. وتوضح الصفحة أن المجلس الاعلى للقوات المسلحة يسعى الى التواصل مع الشباب عبر «فايسبوك»، واعداً بالرد على أسئلتهم خلال 24 ساعة من طرحها. ووصل عدد زوار الصفحة الى أكثر من 80 ألفاً، بعد مرور ساعات قليلة على إطلاقها. وسرعان ما قفز الرقم الى قرابة نصف مليون زائر. عبّر كثيرون من الزوّار عن إعجابهم باللغة الراقية التى يستخدمها الجيش في مخاطبة الشعب. ورأوا في إطلاق هذه الصفحة مسعى لمواكبة لغة الشباب. ويلاحظ أن كثيراً من أسئلة الزائرين تركّزت على مسألة التعديلات الدستورية، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، ومناقشة وضع المادة 2 من الدستور، وضرورة الإسراع في محاكمة المتورطين في الاستيلاء على المال العام، والتعبير عن المخاوف من إفساد الثورة بالتحايل على مطالبها وغيرها. واستفسر بعض الشباب من الزوار عن اجراءات خاصة بأداء الخدمة العسكرية وبأوراق الإعفاء من التجنيد وغيرها. وحملت تعليقات هؤلاء اهتماماً بالشأن العربي، مع تركيز واسع على الانتفاضة في ليبيا، والمطالبة بحماية المصريين في هذا البلد، خصوصاً بعد تردد أنباء عن إطلاق النار عليهم. الجدير ذكره ان عدداً من الشباب المتفاعل مع هذا الموقع عبّر عن نفسه بأسماء تؤكد هويته المصرية واعتزازه بها، مثل «مصري حتى النخاع» و «المصري». وكذلك وضع معظمهم علم مصر او صورة له مع دبابة للجيش في ميدان التحرير.