قتل مسلحون رجلَي شرطة يحرسان كنيسة في الساحل الجنوبي لكينيا أمس، في هجوم تقول الشرطة إنه يحمل بصمات حركة الشباب الصومالية المتشددة. وقال قائد الشرطة في المنطقة لاري كيينج إن 4 مسلحين هاجموا رجلي الشرطة اللذين كانا يتمركزان أمام مدخل كنيسة أنغليكانية في بلدة أوكوندا جنوبي مومباسا. وأضاف أنهم أمطروا رجلي الشرطة بالرصاص وفروا على دراجة نارية بعد أن استولوا على بندقيتين للشرطة من طراز كلاشنيكوف. وتابعت: «أصيب شرطي في الرأس وقُتل في المكان بينما توفي الآخر في المستشفى». وشنت حركة الشباب هجمات عنيفة على المدنيين في كينيا رداً على إرسال قوات كينية إلى الصومال في 2011 بعد هجمات وعمليات خطف في الأراضي الكينية. من جهة أخرى، وقال زعيم المعارضة أودينغا أمس، بعد يومين من حكم المحكمة العليا بإبطال انتخابات الرئاسة وإعادة الاقتراع خلال 60 يوماً، إن ائتلافه لن يقبل بتقاسم السلطة. وقال أودينغا باللغة السواحلية خارج كنيسة في نيروبي: «لن نتقاسم السلطة»، وأضاف في إشارة محلية شهيرة إلى الحكم: «لن نقسم الرغيف». وكرر ما طالب به بعد الحكم الذي صدر يوم الجمعة عن تغيير في اللجنة الانتخابية كشرط لاشتراك المعارضة في الانتخابات التي ستُعاد. وأعرب القضاء الكيني عن استيائه إزاء «التهديدات المبطنة» التي وجهها الرئيس اوهورو كينياتا إلى قضاة المحكمة العليا، رداً على القرار التاريخي لهذه الهيئة إلغاء إعادة انتخابه بسبب مخالفات. وأعلن الأمين العام لرابطة القضاة ورجال القانون في كينيا بريان خامبا مساء أول من أمس، أمام المحكمة العليا في وسط نيروبي، أن الرابطة «تحتج على ملاحظات» كينياتا التي «أدت إلى تشويه سمعة قضاة المحكمة العليا». وكان كينياتا اعتمد في مرحلة أولى لهجة تصالحية حيال الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا يوم الجمعة الماضي، مؤكداً قبوله برغم عدم موافقته على إلغاء الانتخابات الرئاسية التي جرت في 8 آب (أغسطس) الماضي، بسبب مخالفات في نقل النتائج التي أكدت فوزه ب 54.27 في المئة من الأصوات. لكن سرعان ما شدد الرئيس نبرته، أولاً خلال تجمع مرتجل بعد ظهر الجمعة مع انصاره في نيروبي، حيث وصف قضاة المحكمة العليا بأنهم «مخادعون». ودعا في كلمة ألقاها امام مندوبين عن حزبه أول من أمس، إلى السلام لكنه قال ايضاً إن هؤلاء القضاة «قرروا أن لديهم سلطات تفوق سلطة اكثر من 15 مليون كيني انتظروا دورهم للإدلاء بأصواتهم». وحذر كينياتا من أن «هذا لا يمكن أن يستمر وسننكب على معالجة هذه المشكلة بعد الانتخابات. ثمة مشكلة ويتعيّن علينا حلها». ورد الأمين العام لرابطة القضاة ورجال القانون في كينيا: «إننا ندين هذا الهجوم على استقلال قرار» القضاة، معرباً عن أسفه ل «التهديدات المبطنة» الموجهة إلى القضاة الذين ألغوا الانتخابات. وأمرت المحكمة العليا بعدما تسلمت شكوى من المعارض رايلا اودينغا، باجراء انتخابات رئاسية جديدة قبل 31 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. ورحّب بالقرار الذي لم يكن منتظراً، عدد كبير من المراقبين الذين وصفوه بأنه «شجاع» و «تاريخي»، مشيرين إلى أنه يشكّل دليلاً على «نضوج» الديموقراطية الكينية. وقال اودينغا الذي ترشح في للرئاسة في الأعوام 1997 و2007 و2013 وخسر، إنه فقد كل ثقة باللجنة الانتخابية التي انتقدت المحكمة العليا، إدارتها للانتخابات، لكنها كلفتها تنظيم الانتخابات الجديدة.