أكدت مصادر يمنية مطلعة أن الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر، شيخ مشائخ قبيلة حاشد (عضو مجلس الشورى)، أبدى استعداده للتوسط بين الرئيس علي عبدالله صالح وأحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في تحالف «اللقاء المشترك» لحل الأزمة الراهنة في البلاد. وأوضحت المصادر أن الأحمر أكد لمدير دائرة الشرق الأوسط في «المعهد الديموقراطي الأميركي» ليس كامبل «استعداده لأن يكون وسيطاً، هو ومجموعة من الشخصيات اليمنية محل الثقة بين الرئيس صالح وأحزاب اللقاء المشترك، ليكونوا شهوداً على الطرفين في أي اتفاق». وأشارت إلى أن الأحمر تمنّى على الحكومة الأميركية ممارسة ضغوط على الرئيس صالح والأحزاب السياسية في المعارضة من أجل إجراء تغييرات تعيد للناس الأمل بالانتقال إلى الأفضل. إلى ذلك أصدر الرئيس صالح امس توجيهات إلى الأجهزة الأمنية بالتدخل لمنع حدوث أي احتكاك بين المشاركين في التظاهرات والاعتصامات المؤيدة وبين المعارضة، وتوفير الحماية الأمنية للجانبين بما يكفل عدم حدوث أية مواجهات أو صدامات، وذلك في إطار حق الجميع في التعبير عن الرأي سلماً وبعيداً من أي أعمال عنف أو فوضى أو إساءات للآخرين. وحضّت التوجيهات الرئاسية الأطراف المؤيدة والمعارضة كافة على التنبه من عدم وجود مندسين في صفوفهما. وكان 17 شخصاً يمنياً قتلوا في اضطرابات هزت اليمن منذ الأسبوع الماضي معظمهم من المعارضين. وتتهم أحزاب المعارضة أنصار الرئيس المسلحين بالهراوات والخناجر بتفريق تظاهراتها في صنعاء وأماكن أخرى إضافة إلى مشاركة رجال أمن بلباس مدني في إطلاق النار على المتظاهرين. إلى ذلك انضم عشرات الآلاف مساء الأربعاء إلى المعتصمين المطالبين بسقوط النظام في ساحة التغيير قبالة جامعة صنعاء. وفي موازاة التحركات المطالبة بإسقاط النظام، طالب أنصار «الحراك الجنوبي» بالانفصال عن شمال اليمن، وتظاهر المئات منهم أمس في أبين والضالع ولحج ورددوا هتافات بينها «الشعب يريد تحرير الجنوب»، بعدما طغت الدعوة إلى إسقاط النظام على التحركات الشعبية في الجنوب كما في باقي أنحاء البلاد في الفترة الأخيرة. وقتل شخص وأصيب أربعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة في مدينة لودر بمحافظة أبين بعد دقائق من تفرق حشد كبير «للحراك الجنوبي». وفيما قال شهود إن العبوة انفجرت على مقربة من منصة مهرجان أقامته قوى الحراك إحياءً لما بات يعرف ب «يوم المعتقل الجنوبي» كل خميس، أكدوا أن خمسة أشخاص اكتشفوا طرداً في المكان وحاولوا فتحه إلا أن القنبلة انفجرت في وجوههم ما أسفر عن مقتل شخص على الفور وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة نقلوا على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي حادث منفصل، ّعناصر يرجح انهم من تنظيم «القاعدة» ليل الأربعاء - الخميس هجوماً على مقر حكومي في أبين أدى إلى إصابة خمسة أشخاص بينهم جنديان بجروح.