أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، تحرير كل محافظة نينوى وطرد «داعش» من معقله الأخير غرب الموصل. وأعلنت السفارة الأميركية في بغداد أن التنظيم خسر 90 في المئة من المساحة التي سيطر عليها في العراق. والأنظار تتجه الآن إلى المناطق التي ما زالت تحت سيطرته في الأنبار، خصوصاً عند الحدود السورية. وشارك في عملية استعادة تلعفر التي انطلقت في 21 الشهر الماضي، 40 ألف عنصر من الجيش والشرطة الاتحادية و «الحشد الشعبي» وجهاز مكافحة الإرهاب، وتمكنت هذه القوات- عكس كل التوقعات- من بسط سيطرتها على مركز المدينة، ثم توجهت إلى ناحية العياضية شمالاً للقضاء على عناصر التنظيم. وجاء في بيان للعبادي أن «الفرحة اكتملت وتم النصر وأصبحت محافظة نينوى بكاملها بيد قواتنا البطلة. أعلن لكم أن تلعفر الصامدة التحقت بالموصل المحررة وعادت إلى أرض الوطن، وتم خلال الأيام الماضية القضاء على إرهابيي داعش وسحقهم في العياضية والمناطق الأخرى وعدم السماح لهم بالفرار، وهذا هو موقفنا الثابت والحازم من هؤلاء المجرمين الذين يشكل وجودهم في أي مكان تهديداً لكل شعوب المنطقة والعالم». وتابع: «نقول للدواعش المجرمين، أينما تكونوا نحن قادمون للتحرير وليس أمامكم غير الموت أو الاستسلام». وزاد: «عهداً منا إليكم يا أبناء شعبنا بأننا سنواصل بالعزيمة والهمة نفسها تحرير كل شبر من أرض العراق وصحاريه». وجاء إعلان العبادي في وقت كانت المصادر العسكرية تؤكد مواجهة صعوبات، وتصف القتال هناك بأنه «الأسوأ» بالمقارنة مع معركة غرب الموصل، نظراً إلى وجود المئات من عناصر التنظيم المحاصرين، بينهم قياديون أجانب. إلى ذلك، أكد قائد عمليات «قادمون يا تلعفر» الفريق الركن عبد الأمير يار الله في بيان، «تحرير ناحية العياضية بجهود فرقة المشاة التاسعة والشرطة الاتحادية والرد السريع، وحررت فرقة المشاة كل المناطق الكائنة شمال غربي تلعفر، كما حررت كل المناطق شمال شرقي القضاء واتصلت مع قوات البيشمركة، بدعم وإسناد من أبطال طيران الجيش والتحالف الدولي»، وتابع: «بهذا النصر الكبير تنتهي عمليات تحرير تلعفر وإكمال تحرير محافظة نينوى بالكامل، حيث قاتلت قوات الجيش بمختلف صنوفها وقطعاتها على مدار 319 يوماً قتالاً صعباً وبطولياً». وقال السفير الأميركي في بغداد دوغلاس سيليمان في بيان، إن «سرعة الانتصار تدل على الشجاعة والخبرة والمهنية التي يتحلى بها رجال القوات العراقية ونساؤها، ولقد شهدنا حالة الضعف واليأس لدى مسلحي داعش خلال تقهقرهم أمام قوة موحدة»، وعزا الإنجاز إلى «التعاون الوثيق بين هذه القوات ومستشاري الولاياتالمتحدة والتحالف الدولي». وتابع أن «داعش خسر أكثر من 90 في المئة من مساحة الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق»، مؤكداً التزام بلاده «العمل مع الحكومة لضمان مستقبل آمن مزدهر خال من العنف والاضطهاد الذي ألحقه التنظيم بالشعب العراقي، وتقديم مساعدات إنسانية كبيرة إلى النازحين من خلال تمويل برنامج إعادة الاستقرار، ومساعدتهم على العودة إلى ديارهم».