لم تعد الاعتقالات الإسرائيلية مقتصرة على منفذي العمليات أو من تسميهم السلطات المحرضين على العنف، إذ بدأت تطاول شريحة جديدة من الفلسطينيين، كالفنانين والصحافيين وأفراد عائلات منفذي العمليات الذين «لم يمنعوا أبناءهم» من تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية. وكان منسق جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية نشر على صفحته على «فايسبوك» نبأ اعتقال خمسة من أفراد عائلة عمر العبد، منفذ عملية الطعن في مستوطنة «حلميش» في الحادي والعشرين من الشهر الماضي، والحكم عليهم بالسجن الفعلي، بتهمة عدم منع ابنهم من تنفيذ العملية. ونشر المنسق صورة تجمع أفراد العائلة الخمسة، بمن فيهم والدة ووالد المنفذ وأخوه وعمه، وكتب عليها عبارة «شركاء في الإرهاب». وجاء في بيان للمنسق: «خمسة من أقرباء عمر العبد، منفذ العملية الإرهابية في حمليش، دينوا وفرضت عليهم أحكام بالسجن الفعلي، وغرامات مالية بتهمة عدم منع الجريمة». وقال المنسق في بيانه إن أفراد العائلة الخمسة كانوا يعرفون نوايا ابنهم ولم يمنعوه، الأمر الذي نفاه أقرباء العائلة. وقال المنسق، في بيانه، إن المحكمة حكمت على شقيق وعم عمر بالسجن الفعلي لمدة ثمانية شهور، وعلى والده بالسجن لمدة شهرين، وعلى والدته بالسجن لمدة شهر وغرامة مالية بسبب أقوالها بعد العملية. وخاطب منسق جيش الاحتلال الإسرائيلي المواطنين الفلسطينيين محذراً إياهم بالقول: «الإرهاب له عقاب وعواقب». كما اعتقل الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء فرقة غنائية بتهمة الإشادة بمنفذ عملية «حلميش» في أحد أغانيها. ودهم الجيش قرية بيت ريما شمال رام الله، واعتقل كلاً من المغني محمد البرغوثي والعازفين ناجي الريماوي ونزال برغوثي، بعد أداء أغنية شعبية امتدحوا فيها جرأة عمر العبد الذي اقتحم المستوطنة وطعن ثلاثة من سكانها حتى الموت. وفجر أمس أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي إذاعة وتلفزيوناً في مدينة الخليل، جنوبالضفة الغربية لمدة ستة شهور بتهمة التحريض. وقال صحافيون في مدينة الخليل إن قوات الاحتلال دهمت إذاعة «منبر الحرية» وسلمت أصحابها قراراً بإغلاقها لمدة ستة أشهر، وصادرت أجهزة البث التابعة لها، كما صادرت أيضاً معدات وأجهزة تابعة ل «تلفزيون النورس» في المدينة، وقطعت بثه في شكل كامل من دون أن تحدد فترة إغلاقه. وقال شهود عيان أن جنود الاحتلال اقتحموا مقري الإذاعة والتلفزيون في بناية وسط المدينة، واحتجزوا اثنين من العاملين في الإذاعة قبل أن يشرعوا بعملية تخريب وتحطيم للمعدات ومداهمة كافة أقسام محطتي الإذاعة والتلفزيون. وجاء في قرار الإغلاق الذي سلمته السلطات لصاحب الإذاعة أنها مغلقة لستة شهور بتهمة أنها «ساهمت في التحريض على عمليات أخرى إرهابية». وقال رئيس مجلس إدارة الإذاعة أيمن القواسمي: «لم نتفاجأ من سياسة الاحتلال الهمجية التي لن تستطيع إخماد صوت منبر الحرية». وقال إن إغلاق الإذاعة أدى إلى وقف دخل 56 موظفاً يعيلون 56 أسرة». ودعا صحافيي العالم في شكل عام وفلسطين بخاصة، إلى التضامن مع الإذاعة وإدانة إغلاقها. واعتقلت سلطات الاحتلال أخيراً العديد من الفلسطينيين، بخاصة طلاب الجامعات، على خلفية كتاباتهم وتعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وأحالت السلطات عدداً منهم إلى الاعتقال الإداري بتهمة «التحريض». وكان نادي الأسير الفلسطيني ذكر قبل يومين أن عدد الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم منذ بداية شهر آب (أغسطس) الماضي من دون محاكمة هو الأكبر منذ بداية السنة، إذ أصدر الجيش الإسرائيلي خلال النصف الأول من شهر آب 47 أمر اعتقال إداري جديداً، بينما تم خلال تموز (يوليو) الماضي إصدار 20 أمراً، وفي حزيران (يونيو) 19. ومع احتساب أوامر الاعتقال الإداري التي تم تجديدها خلال النصف الأول من آب، يبلغ عدد أوامر الاعتقالات الإدارية خلال هذه الفترة 84 أمراً مقابل97 في تموز، و61 في حزيران، و98 في أيار (مايو)، و62 في نيسان (أبريل) و111 في آذار (مارس). ولفت رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إلى أن «سلطات الاحتلال واصلت خلال شهر آب تنفيذ اعتقالات إدارية أخرى، لا تشملها هذه المعطيات، وإن النادي لا يعرف ما سر هذه الزيادة المفاجئة». ... وتفرج عن الفنان محمد أبو سخا بعد 20 شهراً من اعتقاله بلا محاكمة القدسالمحتلة - أ ف ب - أفرجت إسرائيل الأربعاء عن الفنان الفلسطيني محمد أبو سخا، بعد أكثر من عشرين شهراً من اعتقاله بلا محاكمة بموجب الاعتقال الإداري. واعتقل أبو سخا، البالغ من العمر 26 عاماً وكان يدرس في مدرسة سيرك الأطفال في بيرزيت بالضفة الغربيةالمحتلة، في نهاية 2015 ووضع في الاعتقال الإداري الذي يتيح لإسرائيل اعتقال أشخاص لفترة غير محدودة من دون توجه التهمة لهم. ولم تعلن السلطات الإسرائيلية يوماً سبب اعتقال أبو سخا أو الخطر الذي يمثله برأيها، ولكن جهاز الأمن الداخلي يتهمه بالانتماء الى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». وقال أبو سخا ل «فرانس برس» عبر الهاتف أنه عاد بعد ظهر الأربعاء إلى جنين شمال الضفة الغربية، حيث كان أهله وأقاربه في استقباله. وقال «كان عيداً». وأضاف أن الإسرائيليين لم يخبروه بتاتاً بسبب أو فترة اعتقاله. وأكد أنه سيستأنف نشاطه في السيرك، حتى وإن كان لمجرد «إيصال رسالة». وقال إن «إسرائيل تعتقل الناس كل يوم وتفصلهم عن محيطهم الاقتصادي. السيرك يحمل لهم الأمل». ولم يجب الجيش الإسرائيلي عن أسئلة «فرانس برس» في شأن أبو سخا. وتعتقل إسرائيل قرابة 6200 فلسطيني بينهم 450 معتقلون إدارياً، وفق منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. وتقول المنظمات الحقوقية إن الاعتقال الإداري ينتهك الحقوق الأساسية وهو أحد أسباب الاحتجاجات التي ينظمها الفلسطينيون ضد الممارسات الإسرائيلية.