أعلن في الرياض أول أمس افتتاح أول أكاديمية مفتوحة للعلوم الإسلامية، ترعاها وزارة الشؤون الإسلامية، وتدرس العلم الشرعي وكتب أئمة السلف لطلابها عبر أنحاء العالم بما فيها نحو خمسة آلاف طالب وطالبة في أميركا وليبياووجه وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ المشرفين على الأكاديمية إلى ضرورة الارتقاء بالتعليم السلفي لأصول الدين والشريعة، «ذلك أن سلف الأمة هم قادة الأمة بالعلم والعمل والتعبد، إذ رباهم النبي صلى الله عليه وسلم، وربى التابعين الصحابة، ولابد من الارتقاء بمهارات الطلاب، فالمنهج الصحيح لابد أن يكون شاملاً لتزكية النفس وأيضاً لتربية العقل والتفكير، فيكون عند الطلاب صواب في العلم، ونزاهة في العمل، وإخلاص في العمل، ورحمة بالخلق، وقرب من العباد، والسعي في مصالح العباد». وشرح فوائد التعليم الالكتروني بالأكاديمية المفتوحة ومنهجها، قائلاً إنها تعمل وفق أصول المنهج العلمي والشرعي، «ويميزها توطينها للعمل في أماكن كثيرة من العالم، فعلماؤنا لا يستطيعون أن يصلوا إلى بلدان كثيرة سواء في المغرب أم الجزائر أم مصر، وكانوا في الماضي يسمعون أشرطة غير تفاعلية.. لكن وجدت الأكاديمية فصار علماء المملكة في تخصصات مختلفة في العقيدة والتفسير والحديث والفقه وأصوله والعلوم الأصلية أو المساندة، كما أصبحوا فعلاً قادة للشباب في التعليم الإسلامي الرصين عن طريق المشافهة وجهاً لوجه، يسمع مباشرة ويسأل ويختبر». ووصف هذا الإحساس عند الطلاب بعالي الاستجابة «هذا التفاعل أعطاهم دفعة جديدة في نشر العلم السلفي وفي وقت قلّ الراغبون فيه، وهذا يقودنا إلى أن يكون هناك منهج للتعليم الإسلامي عن بعد، ولا شك أن هناك تجارب أخرى بالجامعة الإسلامية المفتوحة لكن الآن نحتاج لدراسة مماثلة في أن يكون هناك منهج للتعليم الإسلامي عن بعد، حتى تدخل التجارب في نطاق واحد، أو ورشة عمل تعمل سريعاً لتضع النقاط على الحروف»، مشيراً إلى أنه ينبغي ان تترجم «القدوة» إلى أنواع من المهارات، كمهارات الذات والتفكير، والبنية التنموية الشاملة لنفس الطلاب. ودعا وزير الشؤون الإسلامية إلى وجوب الفخر بالعلم أكثر من ذي قبل «وأن نهتم بالعلم وأن تكون عندنا الحوافز لمثل هذا النوع من التعليم أكثر من ذي قبل، ولا بد أن نرى الحاجة اليوم أشد وأشد إلى العلم الذي يعصم من الخطأ في هذا العالم الذي فيه الشبهات وفيه الشهوات، ولاشك أن التربية الإسلامية العامة للأجيال الإسلامية الجزء الأساس فيها تزكية النفوس، ولابد أن تكون بعصمتها من الشبهات والشهوات». واعتبر أن أهم ثمرات طلب العلم، هي أن «يبقي في القلب الخشية حتى ولو ضعفت حيناً، لكن شعلتها دائماً في القلب فتعصم من الغلط الكبير، وتعصم من أن يكون الإنسان أسيراً للشبهة أو للشهوة». ورأى أن الأكاديمية الإسلامية المفتوحة هي نموذج للمطلب التربوي والمطلب الدعوي الكبير، «كنا نستشرفه من سنين طويلة من عشرين وثلاثين سنة، وتوطين العلم في بلاد المسلمين جميعاً، فالعلم ليس مستوطناً في كثير من البلدان فلا يوجد في أميركا علماء من أميركا، ولا في أوروبا علماء من أوروبا، ونعني بذلك علم مستوطن منهم وفيهم، بل في الغالب يكون طارئاً ويأتي أناس يدرسونهم وهم يقدمون من البلاد الإسلامية، ويأخذون شيئاً ثم بعضهم يعود وبعضهم يكون أسيراً لتغيرات كبيرة». من جهته، أوضح المدير العام للأكاديمية الشيخ راشد بن عثمان الزهراني أن الأكاديمية التي نشأت قبل بضع سنين، يدرس فيها ما مجموعه 81 ألف طالب ينتمون إلى 82 دولة، منها السعودية والمغرب والجزائر وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، إلى جانب أعداد في أميركا وليبيا، مما تكاد معه الأكاديمية تسجل حضورها حتى في أكثر الدول بعداً عن النهج السلفي الذي تمثله. وذكر أن الأكاديمية تستثمر تقنيات «التعليم عن بعد» في تدريس مقرراتها الشرعية لطلابها، المنتظمين فيها، كما تتيح عبر موقعها الإلكتروني www.ameinfo.com مكتبة إلكترونية ضخمة، تضم غرر المدونات الفقهية والشرعية المهمة.