أعلن «برنامج الأغذية العالمي» (التابع للأمم المتحدة)، أن وزارة التنمية الدولية البريطانية قدّمت مساهمة مالية بلغت قيمتها 20 مليون جنيه استرليني (26 مليون دولار)، «في وقت عصيب، إذ يكافح البرنامج من أجل توفير مساعدات غذائية شهرية لما يقرب من سبعة ملايين شخص على حافة المجاعة في اليمن». وأوضح في بيان صحافي أن المملكة المتحدة ضاعفت من دعمها ومساندتها للبرنامج، بتقديم مساهمة لتوفير مساعدات غذائية من شأنها إنقاذ حياة أكثر من مليوني شخص، مع تكثيف الجهود المبذولة لتجنّب حدوث المجاعة في اليمن. وقال: «إن البلد غارق في واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم التي تهدّد أكثر من 17 مليون شخص، أي شخصين من كل ثلاثة أشخاص، يحتاجون إلى مساعدة غذائية ليظلّوا على قيد الحياة». وأوضح المدير التنفيذي ل «برنامج الأغذية العالمي» ديفيد بيزلي قائلاً: «مع معاناة الملايين من إخواننا وأخواتنا في اليمن وهم على شفا المجاعة، يعرب البرنامج عن امتنانه للمملكة المتحدة على المساهمة الكبيرة المقدّمة من جانبها في الوقت المناسب». وأضاف: «تتيح لنا مساهمة وزارة التنمية الدولية البريطانية فرصة مواصلة عملنا الرامي إلى إنقاذ الأرواح بتوفير الطعام والدعم الغذائي للأطفال والمستضعفين وغيرهم ممّن يواجهون الجوع أو يهدّدهم تفشّي وباء الكوليرا». وسيقوم «برنامج الأغذية العالمي» بتخصيص المساهمة البريطانية لتوفير مساعدات غذائية لأكثر من مليوني شخص لمدّة شهرين، من خلال التوزيع المباشر للمواد الغذائية إضافة إلى القسائم الغذائية. وستمكّن هذه المساهمة البرنامج من توفير الدعم الغذائي لما يقرب من 550 ألف امرأة حامل ومرضعة لمدّة شهرين. وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية بريتي باتل: «تقدّم المملكة المتحدة طوق النجاة لملايين اليمنيين من خلال ما توفّره لهم من أغذية ومياه نظيفة ورعاية صحية وقت الطوارئ، وذلك لاحتواء واحدة من أسوأ حالات تفشّي الكوليرا التي واجهها العالم». وأضافت: «على المجتمع الدولي مضاعفة دعمه لليمن تفادياً لحدوث مجاعة. بالتكاتف وحده يمكننا مواجهة الكارثة». ويأتي الدعم المقدّم من المملكة المتحدة ل «برنامج الأغذية العالمي» من زيادة المملكة حجم التمويل المخصّص لليمن لهذه السنة والعام المقبل والبالغ 139 مليون جنيه استرليني (180 مليون دولار). وأكد البرنامج أن المملكة المتحدة «تقوم بدور رائد في عمليات الإغاثة الإنسانية، باعتبارها ثالث أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية في اليمن وثاني أكبر دولة مانحة استجابت لنداء الأممالمتحدة». وعدّها «من الشركاء الدائمين الذين يعتمد عليهم «برنامج الأغذية العالمي» في اليمن، حيث قدّمت بريطانيا، منذ العام 2015، مساهمات سخية تجاوزت 56 مليون دولار لدعم البرنامج في استجابته لأزمة الجوع التي يواجهها اليمن». ويسعى البرنامج لتقديم مساعدات غذائية شهرية إلى 6.8 مليون يمني من بينهم 3.3 مليون شخص تقريباً يعيشون في مناطق تعاني من خطر الانزلاق في مجاعة، لذا فهم يتلقّون حصصاً غذائية كاملة. أما العدد المتبقّي فيتلقّى 60 في المئة فقط، نظراً لنقص الموارد المالية. ويقدّر حجم التمويلات المقدّمة لعمليات البرنامج في اليمن للأشهر الستة المقبلة بما يزيد قليلاً على 40 في المئة، ما يعني أن البرنامج يواجه عجزاً في التمويل بمبلغ 369 مليون دولار حتى شباط (فبراير) 2018.