عاد التوتر إلى شبه الجزيرة الكورية بعدما أطلقت كوريا الشمالية صاورخاً باليستياً مر فوق اليابان للمرة الأولى منذ عام 2009، ما دفع المستثمرين إلى العزوف عن الأصول العالية الأخطار، والذهاب نحو التحوطات الآمنة كالذهب والين الياباني. وفتحت الأسهم الأميركية على انخفاض حاد، وخسر المؤشر «داو جونز» أكثر من 100 نقطة، مع تصاعد التوترات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، بعدما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة». وهبط المؤشر «داو جونز» الصناعي 123.16 نقطة أو 0.56 في المئة إلى 21685.24 نقطة. ونزل المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 15.85 نقطة أو 0.65 في المئة إلى 2428.39 نقطة. وانخفض المؤشر «ناسداك» المجمع 53.68 نقطة أو 0.85 في المئة إلى 6229.34 نقطة. وتراجعت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر إثر التوترات الجيوسياسية، وانخفض المؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية واحداً في المئة ويتجه صوب تكبد ثالث خسارة شهرية على التوالي هذا الشهر. ونزل أيضاً مؤشر منطقة اليورو ومؤشر الأسهم القيادية 0.9 في المئة، بينما تراجع كل من «فايننشال تايمز 100» البريطاني و «كاك 40» الفرنسي واحداً في المئة. وتراجع المؤشر «داكس» الألماني 0.9 في المئة عند الافتتاح. ومع وصول حالة القلق إلى الأسواق الأوروبية تراجعت القطاعات كافة. لكن أسهم شركتي التنقيب عن الذهب «راندغولد ريسورسز» و «فريسنيلو» خالفت الاتجاه العام، وصعدت بنسب بين 2.6 و3.2 بالمئة مع صعود أسعار الذهب لأعلى مستوى في تسعة أشهر ونصف الشهر في ظل إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة. وتكبد قطاع الإعلام أكبر خسائر، إذ هوى سهم «بروسيبنسات» 12 في المئة، بعدما أعلنت شركة الخدمات التلفزيونية الألمانية أنها تبحث عن مستثمرين لوحدتي الإنتاج التلفزيوني والتجارة الإلكترونية. كما تأثرت الأسهم أيضاً بخفض التصنيف من «غولدمان ساكس»، وهبط سهم مجموعة «آر تي إل» الألمانية سبعة في المئة. وفي اليابان التي تأثرت أكثر من غيرها نظراً إلى أن عملية إطلاق الصاروخ التي شكلت تطوراً غير مسبوق في الأحداث السياسية، انخفضت المؤشرات، واتجه المستثمرون إلى الين باعتباره ملاذاً آمناً. وسجل المؤشر «نيكاي» للأسهم اليابانية أدنى مستوياته خلال التعاملات في نحو أربعة أشهر، وأغلق المؤشر القياسي منخفضاً 0.5 في المئة عند 19362.55 نقطة. وبلغ المؤشر خلال التعاملات 19280.02 نقطة بانخفاض 0.9 في المئة عن إغلاق الجلسة السابقة مسجلاً أدنى مستوياته منذ الأول من أيار (مايو). ونزل المؤشر الذي خسر 1.2 في المئة في آب (أغسطس)، عن متوسطه المتحرك في 200 يوم للمرة الأولى منذ تشرين الثاني (نوفمبر). غير أن بعض شركات التصدير الكبرى تجاهلت ارتفاع العملة اليابانية، إذ ارتفع سهم «نيسان موتور» 0.4 في المئة و «سوبارو» 0.1 في المئة و «هيتاشي» 0.4 في المئة. وتراجع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.2 في المئة لينهي الجلسة عند 1597.76 نقطة. وانحسرت التوترات في شبه الجزيرة الكورية خلال الجلسات الأخيرة، لكن بيونغيانغ أثارتها من جديد بإطلاق صاروخ صباح أمس، مر من فوق اليابان وهبط في المحيط الهادي قبالة منطقة هوكايدو بشمال اليابان. ودفع ذلك الين للارتفاع أمام الدولار، الذي نزل 0.4 في المئة إلى 108.65 ين، بعدما بلغ 108.320 ين وهو أدنى مستوياته منذ 18 نيسان (أبريل). وقفز اليورو أكثر من نصف في المئة أمس، بعدما اخترق مستوى مهماً، بينما تعثر الدولار أمام عملات منافسة، ما قلل طلب المستثمرين على الأصول المحفوفة بالأخطار. ومع استيعاب الأسواق لعدم تطرق رئيس «البنك المركزي الأوروبي» ماريو دراغي إلى قوة اليورو في كلمته خلال مؤتمر «جاكسون هول» الأسبوع الماضي، واعتباره بمثابة ضوء أخضر لشراء العملة، سارع التجار بدفع العملة الأوروبية الموحدة فوق مستوى 1.20 دولار في التعاملات المبكرة. واكتسب اليورو دعماً من موجة بيع للدولار مقابل عملات رئيسة، بينما هبط مؤشر الدولار 0.6 في المئة إلى أدنى مستوياته منذ كانون الثاني (يناير) 2015، وانخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 أعوام ست نقاط أساس إلى 2.09 في المئة. وواصل اليورو مكاسبه ليصعد 0.6 في المئة إلى 1.2052 دولار، بعدما تجاوز مستوى 1.20 دولار في التعاملات المبكرة، وزاد نحو 2 في المئة منذ بداية الشهر الجاري وأكثر من 14 في المئة منذ بداية العام الحالي. وصعد اليورو أمام الإسترليني إلى أعلى مستوياته منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2016 مسجلاً 93.07 بنس. وارتفعت أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي إلى أعلى مستوياتها منذ تشرين الثاني الماضي، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، ما عزز الطلب على الأصول الآمنة وضغط بشدة على الدولار والأسهم. وصعد الذهب في التعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 1317.47 دولار للأونصة، بعدما بلغ في وقت سابق من الجلسة 1322.33 دولار، وهو أعلى مستوياته منذ 9 تشرين الثاني الماضي، كما زاد في العقود الأميركية الآجلة تسليم كانون الأول (ديسمبر) 0.6 في المئة إلى 1323 دولاراً. وارتفع سعر الفضة 0.4 في المئة إلى 17.48 دولار، والبلاتين 0.3 في المئة إلى 989.60 دولار، والبلاديوم 0.7 في المئة إلى 939.50 دولار.