كشف النيجيري أوشي أغابي جهاز كومبيوتر لا يعتمد على السيليكون ولكن على الخلايا العصبية للفئران، في مؤتمر «تيدغلوبال» في تنزانيا. وقال أغابي إن هذا النظام دُرب على التعرف على رائحة المتفجرات ويمكن استخدامه ليحل محل الأمن التقليدي في المطارات. وفي نهاية المطاف، يمكن لهذا الجهاز، وهو بحجم المودم ويطلق عليه اسم «كونيكو كور»، أن يكون جزءا من «أدمغة» الروبوتات في المستقبل. وقال الخبراء إن تداول هذه الأنظمة في سوق كبيرة وعلى نطاق واسع يمثل تحدياً كبيراً. وتتسابق كل شركات التكنولوجيا الكبيرة، بدءاً من غوغل حتى مايكروسوفت، من أجل تصميم ذكاء اصطناعي على غرار الدماغ البشري. وفي حين تكون أجهزة الكومبيوتر أفضل من البشر في المعادلات الرياضية المعقدة، هناك العديد من الوظائف المعرفية التي يكون فيها الدماغ البشري أفضل بكثير من أجهزة الكومبيوتر: فعلى سبيل المثال، سيتطلب تدريب الكومبيوتر للتعرف على الروائح كميات هائلة من الطاقة الحسابية. ويحاول أغابي أن يحاكي في شكل هندسي عمل علم الأحياء الذي ينجز هذه الوظيفة بجزء صغير من الطاقة التي سوف يستهلكها المعالج القائم على السيليكون. ويقول: «البيولوجيا هي شكل من أشكال التكنولوجيا، وشبكات التعلم العميق لدينا كلها تحاكي وظيفة الدماغ». وكان أغابي أنشأ شركته التي تحمل اسم «كونيكو» قبل أكثر من سنة، وجمع تمويلاً بقيمة مليون دولار، ويزعم أنها تحقق أرباحًا مقدارها 10 ملايين دولار من صفقات مع صناعة الأجهزة المستخدمة للأمن. ويعد حاسوب «كونيكو كور» مزيجاً من الخلايا العصبية الحية والسيليكون، ويملك القدرة على «الشم» بواسطة أجهزة استشعار يمكنها الكشف عن الروائح والتعرف عليها. يقول أغابي: «يمكنك إعطاء الخلايا العصبية تعليمات عما يجب القيام به. في حالتنا نطلب منها أن توفر مستقبلات يمكنها كشف المتفجرات». ويضع أغابي تصوراً للمستقبل بحيث يمكن استخدام هذه الأجهزة سراً في نقاط مختلفة في المطارات، ما يلغي الحاجة إلى وقوف المسافرين في طوابير طويلة للخضوع لإجراءات التفتيش. وفضلاً عن استخدام تلك الأجهزة في الكشف عن القنابل، يمكن استخدامها أيضاً في كشف الأمراض من طريق استشعار علاماتها في جزيئات الهواء في زفير المريض. وساعد هذا النموذج الأولي للجهاز الذي عُرض في مؤتمر تيدغلوبال، والذي لم تنشر صوره بعد، في إيجاد حل جزئي لأحد أكبر التحديات لتسخير النظم البيولوجية، أو الحفاظ على الخلايا العصبية على قيد الحياة، وفق أغابي.